السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
هذه الحادثة التي أتكلم عنها هي تعنيني لأن هذا الشاب الذي أحبه، وهو مقيم في بلاد الاغتراب وأنا على اتصال دائم معه داخل لبنان وخارجه ويأتي إلى لبنان كل سنة وهو أيضا متزوج من أجنبية تكبره بـ 10 سنوات لينال الجنسية وله ابنة لها من العمر 3 سنوات، وهو الآن يباشر في معاملات الطلاق، وهو الآن في لبنان وحصل خلاف بيننا وسوف أسرد عليكم القصة:
أريد أن أعرف إذا دخلت لمكان ما وصادف أن رأيت شخصا ولم أتنبه إليه هو رآني وأنا لم أره مع العلم أنني مررت من جانب الطاولة التي يجلس عليها مع أصدقائه ولم أرهم أو أنتبه إلا بعد فترة وجيزة رأيت أن صديقه ينظر إلي وأنا لم أعرفه لأنني لم أره منذ سنتين، وفجأة يقف ويهم للذهاب، أنا كنت جالسة خلفهم عندما وقف كان ظهره لوجهي فلم أنتبه إلا بعد فترة فهم للذهاب وأنا أيضا ذهبت وبعد فترة يبعث لي برسالة عبر الهاتف الخليوي أن كل شيء انتهى بيننا.
مع العلم أنني عندما علمت بوجوده اعتذرت مرارا وتكرارا واتصلت به لكي أوضح ماذا جرى فلا من مجيب.
وهو من النوع الذي يشوف حاله كثيرا كيف بنت وما تسلم عليه، وخصوصا أمام أصحابه.
فبعث لي برسالة مع أخيه أنه سوف يخطب أريد أن أعرف ما الخطأ الذي ارتكبته لكي يتصرف معي هكذا، أريد منكم الإفادة وإن شاء الله تكونون فهمتم علي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نعمت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإنك لم تقومي بعمل خاطئ عندما لم تسلمي على هذا الخطيب الذي لا زال أجنبيا عنك، ولا فرق بينه وبين أصدقائه الذين كانوا يجلسون معه، ولا أظن أن هذا السبب مقنع ومؤثر لدرجة فسخ الخطوبة، وأرجو أن يكون الخير في هذا الذي حدث ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] ولا أعتقد أن من تزوج بامرأة لمصلحة ثم تركها بعد أن نال ما يريد يمكن أن يؤتمن على الزوجة الثانية (ولا خير في ود يجئ تكلفا).
ولا شك أن قبول الاعتذار من صفات العظماء الكبار، ولكن الأمر يبدو كما ذكرت بقولك (شايف حاله).
وسلام المرأة على خطيبها وأصدقائه مما يخالف آداب هذا الدين، والرجل الغيور لا يرضى أن تجلس خطيبته أو زوجته مع الرجال الأجانب تتبادل معهم التكاليف والضحكات وإذا كان في هذا الرجل خير فسوف يعود إليك، وإذا لم يرجع فنسأل الله أن يعوضك بمن هو أتقى وأفضل، فأشغلي نفسك بطاعة الله، وعمري قلبك بتوحيده وحياتك بذكره، واعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في هذا الكون إلا ما قدره الله .
وقد كرم الإسلام المرأة المسلمة وجعلها مطلوبة لا طالبة، فتمسكي بدينك وحجابك، واعلمي أن الرجال كثير، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
وننصحك بعدم التوسع في التعامل مع الرجال، واعلمي بأن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وكل ما قبل ذلك فيه تجاوزات يدفع ثمنها الشباب والشابات، وربما استعجل الإنسان الشيء قبل أوانه فعوقب بحرمانه.
ولا داعي للانزعاج وقد أديت ما عليك وزيادة، وإذا كان هذا الرجل صادقا في رغبته ومودته فسوف يعود إليك كما ذكرنا، وإذا لم يرجع فالرجال كثير، وسوف يأتيك ما قدره لك الكريم القدير، فأشغلي نفسك بطاعته وذكره وشكره، وعمري حياتك بتقواه، فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا .
نسأل الله لك التوفيق والسداد.