السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا -بفضل الله- شاب ملتزم، أحاول الحفاظ على ديني ما استطعت، تخرجت من الجامعة بشهادة الماجستير في إنتاج المحروقات، وأنا بعمر 24 سنة، وحاولت البحث عن وظيفة ولم ييسر الله لي بعد.
أنا قبل إنهائي لدراسة المحروقات دخلت أدرس الطب، أي أني درست تخصصين في آن واحد لفترة معينة، وأنا الآن في بداية الموسم الرابع من دراسة الطب.
كنت قد خطبت فتاة وأنا بعمر 22 سنة، أي حتى قبل إنهائي لدراستي الأولى، ووعدتها بالزواج بعد خمس سنوات، وها هي الآن قد استوفت وقد عقدت عليها العقد الشرعي، ولم أدخل بها بعد إلى حد الآن.
لم أجد عملا مناسبا، ولم أكمل دراستي في الطب رغم أنه -ولله الحمد- حاليا عندي القدرة على الزواج، فعندي المال الذي يكفيني للوليمة ولتجهيز البيت الذي هو عبارة عن غرفتين ومطبخ وحمام في بيت أهلي، لكني متخوف من المسؤلية بعد الزواج، من حيث الإنفاق، فأخاف أن أخسر دراستي من جهة ومن أن لا أقوم بواجباتي تجاه زوجتي من جهة أخرى.
كذلك من الصعوبات التي يجدها الشاب الملتزم في السكن مع أهله، وأنا بهذا أستشيركم في أمر دراستي للطب، هل أواصل فيها أم أتركها؟ وأتوكل على ربي في مسألة الرزق، فهي الآن تعيقني عن التكسب، ولو بالقليل، وكذلك تمنعني من أن أستقل ببيت خاص.
وجهونا مأجورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لبسيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نبشرك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من تزوج يريد الإعفاف لنفسه فإن الله تعالى يتولى عونه وييسر له أمره، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم) ومنهم (نكاح يريد العفاف)، فأنت ما دمت تريد إعفاف نفسك بالزواج فإن الله تعالى سيتولى عونك وييسر لك أمرك.
نصيحتنا لك ألا تتأخر في زفاف امرأتك إليك ما دمت تقدر على توفير المسكن اللائق، ونوصيك بالاقتصاد وعدم الإسراف في تكاليف العرس، حتى توفر ما يمكن توفيره لنفقاتك بعد العرس، فتتمكن من التريث والتأمل في أمرك وفي ماذا تفعل، فأحسن الظن بربك، وتوكل عليه، وأقدم على حياتك الممكنة، مستعينا بالله تعالى.
احرص على أن تواصل دراستك وتكملها، مع ما أمكنك من التكسب، وأخبر زوجتك بالظروف الحالية وما تتمناه أنت وترجوه، فكلامك هذا سيدعوها أيضا إلى الصبر، وأن تقدر حالتك وتعينك على ما أنت فيه، فإذا رأيت أن الحال قد ضاقت، وتوجهت للعمل فنرجو الله تعالى أن ييسر لك الأمر.
ما حصلت عليه من التخصص فيه خير كثير، فلا تؤخر الزواج تحت دواعي أنك لا تزال تبحث عن العمل، ما دمت قد عقدت الزواج وتمتلك ما تقدر به على الدخول بزوجتك وإسكانها والإنفاق عليها إلى أن يتيسر لك العمل، وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا.
استعن بالطيبين والصالحين من الناس من الأقارب وغيرهم في البحث عن عمل يناسبك تستطيع معه إكمال دراستك، وأكثر من دعاء الله تعالى، حسن علاقتك به، ادعه في الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وفي حال السجود، وبين الأذان والإقامة، فإنه لا يرد عبدا دعاه.
نسأل الله تعالى لك التيسير.