علاج خوف الطفل من الأصوات العالية

0 578

السؤال

ابني يبلغ من العمر 3 سنوات، مشكلته أنه لدى سماع أي صوت عال يصيبه الهلع والتوتر؛ مما يجعله يقع على الأرض أو يعانق أي شخص يجده أمامه من شدة الخوف، أحيانا يكون هذا الصوت مجرد صوت زمور سيارة عابرة، أو موسيقا صاخبة، أو أحيانا صوت الأذان المرتفع في المآذن.

أحاول تهدئة روعه ولكنه لا يستجيب، علما أنه مهذب ومطيع ولا يؤذي أحدا وميال للانطوائية، وأحيانا يصرخ في منتصف الليل عند سماعه لصوت سيارة شرطة أو إسعاف رغم نومه العميق، هل هذا الموضوع له علاقة بزوجتي وتصرفاتها؟ علما أنها عصبية جدا وتصرخ في وجه الأطفال لأي سبب كان حتى ولو كان سببا تافها.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالخوف لدى الأطفال في هذه الأعمار المبكرة ليس مقلقا بصفة عامة، ولكن كما تكرمت لابد أن يعالج.

لا شك أن الخوف يعتبر سلوكا متعلما نشأ لدى الطفل نسبة لمروره بتجربة سلبية، أي تعرضه لنوع من الأصوات الصاخبة والمرتفعة بصورة متكررة أو بصورة فيها شيء من المفاجأة.

لا نود أن نحمل زوجتك الفاضلة المسئولية الكاملة في ذلك، ولكن قطعا الصراخ الشديد في وجه الطفل يولد لديه نوعا من الرعب والمهابة غير المطلوبة، فأرجو أن توضح لها ذلك بصورة حسنة؛ لأن ذلك سوف يساعد في تقليل رهاب وخوف الطفل.

أما بالنسبة لطريقة العلاج، فهي أن يؤتى بالطفل ويتم تعريضه إلى أصوات نبدأ بأصوات خافتة، ويعرض لها يوميا لمدة أسبوع، ثم ترفع وتيرة الأصوات بالتدرج... وهكذا إلى أن تصل إلى الصوت العالي الذي كان يهابه الطفل.

هذا النوع من العلاج السلوكي بسيط، ولكنه فعال فقط يتطلب الصبر والتطبيق الصحيح.

ومن المتوقع أن يحصل للطفل نوع من التطبع أو ما يعرف بفك الارتباط الشرطي خلال فترة ثلاثة أسابيع بإذن الله، فأرجو التطبيق بدقة كما ذكرت سالفا، وبجانب ذلك لابد أن يطمأن الطفل، ولابد أيضا أن يشد انتباهه وتفكيره إلى أفعال مخالفة تجلب له الطمأنينة والسكينة.

بما أن الطفل ميال للانطوائية سيكون من الأفضل إتاحة الفرصة له للاختلاط بالأطفال الآخرين حتى عمر 5 سنوات، فالطفل دائما يتعلم ويتفاءل أكثر مع الطفل الذي هو في عمره أو قريبا من عمره، وسيكون من الأفضل بلا شك أن يذهب به إلى الروضة في العام القادم إن شاء الله.

لا أرى أن للطفل مشكلة ذات صعوبة حقيقية وإن شاء الله بتطبيق الإرشادات السابقة سوف يتحسن جدا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات