هل أرفض الخاطب لمجرد أن شكله لا يعجبني؟

0 31

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 23 سنة، متعلمة وذات قدر من الجمال، تقدم لخطبتي رجل بعمر 37 سنة، تحدثت معه، أعجبتني أخلاقه واتفقنا في عدة أمور، هو يراني فتاة أحلامه، ووجد بي كل ما يتمناه، أحدثه هاتفيا فيعجبني أكثر، وقد وافق على كل شروطي وأمنياتي.

لكني مترددة، فهو ليس فتى أحلامي، شكله يضيق صدري، فهو أصلع وضعيف البنية رقيق، وليس بطويل، أهلي لم يمانعوا فارق السن، فكل ما يهمهم هو الدين والخلق، لكني أنا الآن في تناقض مع نفسي، أكون موافقة وفجأة أتذكر شكله فأرفضه.

علما بأني صليت الاستخارة، فهل شكله أو عمره سبب كاف لأرفضه؟ هل أتقبله لأخلاقه؟ بماذا تنصحونني؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ahlam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أجمل ترحيب.

نعم -غاليتي- من حق أي فتاة أن ترفض من تريد وأن تقبل من تريد، ولكن لا يجوزالاستمرار في الحديث مع الخاطب ويتعلق بها ثم تفكر إذا تقبل أو ترفض، مما يبدو لي أنك فتاة مترددة في قراراتك بشكل عام، فلا داعي للحيرة، وقولك: "أنا الآن في تناقض مع نفسي" فنحن لا نملك مشاعرنا، والأرواح هي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فهل لديك ميول له؟

هو صاحب خلق ودين كما ذكرت، وهذان شرطان أساسيان لقبول الزوج، والزواج ليس فيه إحراج أو مجاملات، إما أن نستريح للخاطب وإما أن نقضي أياما نعيش التردد.

لذا: أنصحك أن تحددي أولوياتك عند اختيار الخاطب، فليس عيبا أو انتقاصا إذا تنازلت عن بعض الشروط لحساب أمور أكثر أهمية من أجل تسهيل أمر الزواج، وليس مطلوبا التشابه والتطابق بين الشريكين، وإنما التكامل بينهما هو المهم من أجل إشباع كل منهما لحاجات الآخر.

أنعم الله عليك نعما، مثل: العلم، والأخلاق، والدين، والنسب، والجمال، واعلمي أنك لست كبيرة لدرجة أن تخافي أو تجعلي همك الأكبر هو الزواج، وعليك أن تتعلمي كيف تتخذين قرارا، فحياتنا كلها عبارة عن قرار يتخذ، إن كان على صعيد العمل أو العلاقات الاجتماعية، أو قبول أو رفض خاطب.

أما بالنسبة إلى فارق العمر بينك وبين الخاطب المتقدم لك؛ فيمكنك تجاوز هذا الفارق بالعمر إذا تواجد التكافؤ بينكما بباقي الأمور، وأنت أخبرتنا أنه صاحب خلق ودين، وإذا وجدت أن هذا الخاطب كفء ومناسب لبناء حياة زوجية يسودها الاحترام والتفاهم والتكامل، وافقي عليه بعد التوكل على رب العباد وحسن الظن به.

علما بأن قرار الزواج هو قرار مصيري نلجأ فيه إلى الاستخارة بعد الاستشارة، ففي الحديث القدسي يقول الرحمن لنا: [أنا عند ظن عبدي بي، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر]، لذلك انظري إلى نفسك بثقة وقوة، وأحسني الظن بالمستقبل، لأن الله لا يرضى لنا الشقاء، وحافظي على أداء الطاعات.

تقديرك لذاتك يغير حياتك، فانظري إلى نفسك نظرة كلها فخر واعتزاز وتقدير واحترام.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات