زوجتي تغيرت وأصرت على فراقي.

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متزوج منذ ١٧ سنة، وزوجتي كانت تحبني حبا جما، وكان بيننا قليل من المشاكل طيلة هذه السنوات، ولكنها لم تخبرني يوما أنها حزينة مني أو زعلانة، بل على العكس كانت دائما فرحة مسرورة.

رزقنا الله بطفل ثم بعده بسنوات رزقنا ببنت ثم ولد آخر، وحياتنا مستقرة وفيها دين، فنحن لن نشاهد الأفلام أو غير ذلك. هذا العام سافرت لتجارة وحدث بيني وبينها مشاحنة على إثرها طلبت مني الطلاق، ولما رجعت ظننت أن الأمر هين إلا أنها أصرت وأصرت، وتدخل الجميع لحل الأمر، العجيب أنها كلما تدخل شخص تصر بزيادة، وتم الصلح بيننا لمدة يوم أو يومين، ثم ترجع وتذهب لأهلها وتطلب الطلاق، وأنا متمسك بها وبأولادي ولا أستطيع فراقهم.

الشاهد أنني منذ شهر ذهبت وتصالحنا وعشنا يومين، ثم لما خرجت أزور أهلي أخذت الأولاد وهربت لبيت والدها، ولما ذهبت لهم تفأجات أنها رفعت قضية خلع، وقال والدها؛ لأنك لا تريد الطلاق ذهبت ورفعت قضية الخلع، وعدت إلى بيتي لا يعلم حالي إلا الله!

أنا أخذت بكل الأسباب، أدخلت الناس، استسمحتها بالرغم أني لم أخطئ، المشاكل القديمة اعتذرت عنها، كل ما قالته أنها أعطتني كل شيء ولم تحب أحدا غيري، إلا أنها تغيرت وأصبحت لا تشعر تجاهي بأي شيء.

فماذا أفعل الأن، وأسرتي قد تشتت، وأولادي أصبحوا بعيدا عني؟!

هل هذا أثر عين أم حسد؟ وهل أستسلم للأمر وأسافر بعيدا؟ لأني لا أستطيع العيش بدون أولادي.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –أخي الكريم– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يلم شمل أسرتك.

قد أحسنت –أيها الحبيب– حين أخذت بالأسباب للإصلاح، واعتذرت عما كان من إساءات قديمة، وينبغي ألا تيأس من محاولات الإصلاح، فأكثر من دعاء الله تعالى أن يهدي زوجتك، واستعن بمن يحاول نصحها ممن لهم كلمة مقبولة عندها من الرجال أو من النساء.

فإذا أصرت وحصل الفراق فاعلم أنه بقدر الله تعالى، وأن الله تعالى يقدر لك الخير وإن كنت تكرهه، فهو سبحانه وتعالى ألطف بك من نفسك وأرحم بها منك، فقد قال عن نفسه: {الله لطيف بعباده}، وربما كان هذا القدر المكروه خيرا لك من حيث لا تدري.

وإذا فارقتك هذه المرأة فقد أرشدك الله سبحانه وتعالى إلى البدل، وأنه سيغنيك عنها ويعوضك خيرا منها، فقد قال سبحانه في سورة النساء: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما}. فلن تنتهي الحياة عند هذه المرأة، والنساء سواها كثير، وربما عوضك الله تعالى ما هو خير منها وأطيب، فلا ينبغي أن تدخل في دائرة الحزن والضيق والكرب.

ابذل ما تستطيعه من الأسباب لإصلاح أحوال الأسرة ورعاية أبنائك، محتسبا أجرك عند الله، فإن تم ما تريد فالحمد لله، وإن لم يتم فاعلم أن الخير كله عند الله، وسيقدر لك ما هو خير.

أما ما ذكرته من أثر العين والحسد والسحر: فنصيحتنا لك ألا تستسلم لهذه الأوهام، ما دامت ليست عليها براهين وأدلة، ولكن مع هذا لا بأس من استعمال الرقية الشرعية لك وللمرأة، وأن تنصحها بذلك؛ فإن الرقية الشرعية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به.

وإذا حصل الفراق –أيها الحبيب– فلا تنس واجبك تجاه أبنائك والقيام بحقهم، ومن ذلك التعاهد والتربية والإنفاق؛ فإن هذه واجبات إذا أديتها كانت سببا لإسعادك في دنياك وآخرتك.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات