كيف أتخلص من الخجل وأصير اجتماعيا؟

0 36

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، طالب جامعي، راض بنعم الله سبحانه، خلوق، في بيئتي الاجتماعية أصبح الباطل حقا، وكثرت الفتن، عانيت منذ الصغر من تعنيف الأب وتجاهل الأصدقاء؛ لحسدهم لأني كنت ذا بنية وجمال، وعانيت من تعنيف المدرس الابتدائي، خاصة أنه كان مرشحا للانتخابات البلدية ضد والدي المرشح، فتولدت عنصرية قبلية، خاصة أني من عائلة محافظة -ليس فخرا إنما لتوضيح الأمر- أيضا عانت أمي من سحر الطلاق.

كل هذه الأمور ابتلاءات صبرت عليها حتى صرت خجولا، أستحي من كل شيء، وغالبا تقع الأحداث التي أتوقعها، كنت منعزلا وأحب العزلة، في المقابل كنت ذكيا اجتماعيا، تأتيني الأفكار لكن لا أبادر بها، لكن مع العمر تغيرت، تغلبت على بعض الخجل، وصرت نصف اجتماعي، لكن لا أستطيع التحليل.

ألعب الكرة جيدا، وشاركت في عدة مسابقات، وتعرفت على أناس، لكن مشكلتي صعوبة التأقلم والتعامل مع الناس، لأنني لا أستوعب بعض كلامهم، أريد أن أكون اجتماعيا، حتى أن ظرفنا المادي صعب، ودراستي الجامعية تتطلب مدخولا، حتى أن المنحة الجامعية لا أستفيد منها، بسبب القانون المنص على أن لا يستفيد الطالب من المنحة لامتلاك أحد الأبوين ضريبة لا تزال غير مدفوعة، وأعاني من نقص الوزن.

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:
- لا شك أن هذا الزمن الذي نحن فيه زمن الفتن وانقلاب الموازين عند الكثير من الناس، فيجعلون الباطل حقا، والحق باطلا، وسبب هذا الجهل بدين الله، والحرص على الدنيا، والتحاسد عليها، ونحو ذلك، ولكن مع هذا ينبغي أن يكون هناك قدرا من التفاؤل، وأن نحاول التأقلم مع الواقع بقدر الإمكان، مع تجنب ما يقع فيه الآخرون من أخطاء.

- وأما ما حدث في صغرك من أذى لك من الوالد أو الاستاذ في الابتدائية، فلا شك أن هذا يحتاج منك إلى أن تنسى ما حدث، لأن هذا من الماضي، وتذكره لن يفيدك بشيء إلا مزيدا من الهم، وقد تعبدنا الله بأن نعفو ونصفح على من أخطأ في حقنا، ثم اعلم أن تذكر ما حدث لعله كان سببا في التفكير في العزلة عن الناس.

- وأما مسألة العنصرية ضدكم التي كانت من المنافس للوالد في الانتخابات، فهذا داء أصيبت به بعض المجتمعات وخاصة عند من يفقد القدرة على إثبات قدراته، وأنت قد أدركت فداحة هذا الأمر، فيمكن أن تسعى في نصح الآخرين بترك هذه العادة، لأن التفاضل بين الناس إنما بالإيمان وتقوى الله كما قال تعالى:" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثىٰ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ۚ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ۚ إن الله عليم خبير" [ سورة الحجرات اية ١٣ ].

- وأما بخصوص حب العزلة الذي نشأ في نفسك لعله بسبب ما كان لديك في الماضي من أذى، ولكن مع نسيان ما حدث، والحرص على الاختلاط بالناس -لأنه أمر ضروري وجزء مهم من حياة الإنسان-، ومع حمل النفس على الصبر والتحمل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " المسلم إذا كان يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " رواه الترمذي، كلها عوامل ستجعلك تترك العزلة، ولقد أحسنت في الصبر ومحاولة التأقلم مع الوضع، وهذا ما جعل حياتك إلى الأحسن، وأنت تشعر بأنك أحسن حالا مما سبق، ومع الاستمرار في محاولة التأقلم والمشاركة في بعض الدورات التي تساعد في التدعيم النفسي، سيزول ما بقي لديك من خجل أو حب للعزلة -بإذن الله-.

- وأما بخصوص الظروف المادية السيئة التي تعانون منها، فهذا أمر قدره الله، والصبر مطلوب في مثل هذه الحال، ولكن يمكن أن يتغير حالك إذا كرست اهتمامك بدراستك وتفوقك فيها، وتفاءل فالمستقبل ما زال أمامك واعدا، وستجد عملا مناسبا بعد هذا -إن شاء الله-، وستتحسن ظروفكم المادية، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وأبشر بخير -بإذن الله تعالى-.

- وأما نقص وزنك، فأنصحك بأن تذهب إلى طبيب لينظر في سبب ذلك، وخذ بما ينصحك به، وأنت تقدر على التغلب على ما أنت فيه بما لديك من عزم في تغيير ما تعاني من مشكلات سابقة.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات