السؤال
السلام عليكم
أمي متوفية، ولدي خالتان، إحداهما أم زوجي، وبينهما مشاكل منذ زمن بعيد، كل واحدة فيهن تتصل بي تشتكي من الأخرى؛ مما سبب لي الضيق، وقد حاولت أن أصلح بينهن دون جدوى، وأصبحت أم زوجي تتهمني أنني أنقل الأسرار بينهما، وعندما أزورهما يصبح كل الكلام غمزا ولمزا.
حتى أن ابنتها (أخت زوجي) تهجمت علي بأبشع الألفاظ، حتى أقاطع خالتي، ولا أتواصل معها، وهذا الأمر سبب لي ضيقا شديدا، لدرجة أني أرغب بقطع علاقتي بهما جميعا، ولكن زوجي يقول بأن علاقته ستتغير معي لو قطعت علاقتي بأهله.
فما الحل؟ وكيف أتصرف بدون أن أغضب زوجي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختي الكريمة.
من الجميل أنك حاولت مرارا أن تصلحي بين خالتيك، ولكن للأسف لم يتم الأمر، بل قد غرقت في جو المشاحنات فيما بينهما، وهذا ما جعلك تتضايقين وتطلبين المساعدة منا في تجنيب نفسك هذه المشكلات.
أقترح عليك ما يلي:
ما دمت ذكرت أن المشاكل موجودة بينهما منذ زمن، أي قبل زواجك من ابن خالتك، هذا يعني أنه لا علاقة لك بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، وذكرت أنك حاولت أن تصلحي بينهما وفشلت في ذلك لعدة مرات، وقمت بما عليك، ولست مطالبة دينيا بما هو أكثر؛ لذا عليك تجنيب بيتك وأسرتك ونفسك المشاكل، عن طريق مسك العصا من المنتصف، أي مقدرتك على التوازن في تناولك للأمور، وعدم سماحك بأن تكوني وسيطا بينهما لنقل المشاحنات السلبية.
- التوازن في أخذك للأمور يتم من خلال وضع مسافة أمان في علاقتك معهم مع إعطاء المحبة للطرفين في ذات الوقت.
- هذه المعادلة بإمكانك النجاح بها بأن تحرصي دائما أن تكوني مبادرة معهما بالسؤال عنهما، وعن صحتهما، ومعايدتهم في المناسبات، وبإمكانك أيضا إعطاؤهما بعض الهدايا "حتى لو رمزية"؛ فالهدية تجعلك تكسبين قلب من أمامك، أي كوني مبادرة معهما دائما بصلة الرحم، فهذا يوصل للآخر محبتك لهما وحرصك على إسعادهما، وفي ذات الوقت احمي نفسك مسبقا من الوقوع في المشاكل بأن تجعلي وقتك معهما دائما ضيقا، وبإمكانك أن تتحججي بأنك مشغولة سواء بأولادك إن كان لديك أولاد، أو عملك إن كنت تعملين، أو مهام المنزل، فمن خلال تحقيقك لهذه المعادلة ستجعلين لنفسك مكانة في قلوبهم، وستقطعين عليهم الطريق في إغراقك بمشاكلهم، فأنت ليس لديك الوقت لسماع مشاكلهم، ولن تعودي الأذن المصغية لهم ولمشاحناتهم، وذلك بهروبك بطريقة غير مباشرة كما أخبرتك الآن.
- هذه الحيلة "أنك مشغولة لسبب خارجي عنهم" سيحميك من مشاكلهما أو مشاكل مع زوجك بنفس الوقت، وأيضا ستبقين تصلين رحمك وتكسبين بإذن الله رضا الله عنك.
- كوني متأكدة أنهم سيفهمون مع الوقت أنهم مهما حاولوا معك أنك لا تقبلين التدخل في مشاكلهم، فهذا يعود إليهم ولخصوصياتهم، وأنت امرأة تحترمين خصوصيات الآخرين وتبعدين نفسك عنهما، ولا تسمحين بأن يتدخل أحد بحياتك الخاصة، وعلاقاتك مع الآخرين.
- إن كان زوجك من النمط الذي لا يسمعك بحيادية، ولا يتفهمك في هذا الأمر، فحاولي أن لا تتحدثي معه بهذا الموضوع، بل اتركيه يرى مع الوقت أنك حريصة على تواصلك مع رحمك، وخاصة والدته؛ بحكم مكانتها الخاصة، فهي خالتك وأم زوجك معا، وأنك حريصة أيضا على الاطمئنان عليها وإسعادها ببعض المبادرات الجميلة والهدايا من وقت لآخر، وهذا سيجعله يزيل الشك بأنك لم تعودي تطيقيهما بسبب المشكلات الموجودة، وأخبريه من وقت إلى آخر أثناء حديثكم اليومي وبشكل عفوي كم أنك مشغولة، وكم يمر يومك بشكل سريع، وعليك الكثير من المهام اللازمة، فهذا سيجعله يصدق انسحابك العفوي من أي حديث أو زيارة أو موقف معهم قد يوقعك بمشاكل، وسيرجع زوجك الأمر بأنك مشغولة فعلا وليس للأمر علاقة بأهله.
- تطبيق هذه النصائح ورؤيتك لأثرها عليك في هذا الأمر يحتاج إلى القليل من الوقت، لذا طبقيها إن أحببت بصبر، والأهم أن تبقي ثابتة ولا تتذبذبي في رسم علاقتك الجديدة معهما، فعندما يرونك واضحة وثابتة في تصرفاتك معهما حينها ستبدئين الاستشعار بـ 'نعمة' مسافة الأمان معهم.
أتمنى أن أكون قد أفدتك بإجابتي لك.
يسرنا تواصلك مجددا معنا في أي وقت.