ابنتي تقلد صديقتها في كل شيء.. هل ستظل شخصيتها هكذا دوما؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفلة بعمر ٣ سنوات، في الحضانة تقول لي مديرة الحضانة إنها لاحظت أنها مرتبطة بصديقة لها في الحضانة جدا، لدرجة أنها عندما تلعب معها فهي تابعة لها، عندما تذهب تذهب وراءها، فإذا ذهبت لتلعب بلعبة تذهب إلى نفس اللعبة كظلها تقريبا.

هل هذا يدل على أن شخصيتها ستصبح تابعة وليست قائدة، بمعنى أنها ستكون مع صحبتها، فتلغى شخصيتها من أجلهم أم أن هذا مجرد سلوك طفولي طبيعي، وعندما تكبر ستتغير.

علما بأنها في البيت لها شخصيتها معنا، تختار ماذا تلبس، تختار تسريحة شعرها، يعنى تختار ما تريد بمعنى أنها لها شخصيتها في البيت.

هي الطفلة الوحيدة لي ليس لها أخوات بعد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bassant حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك.
عزيزتي: إن شخصية الطفل تتشكل وفقا لعوامل متعددة ومختلفة، ومنها ما يكون متعلقا بسلوكيات الأهل، بالإضافة إلى البيئة التي ينشأ بها، وكما أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تجعل شخصيته ضعيفة، ويظهر ذلك بشكل خاص عند ابتعاده عن أهله وتعامله بشكل مباشر مع أقرانه.

ابنتك الآن في عمر الثالثة، أي أنها في مرحلة الاكتساب؛ لذلك لا تقلقي عليها، بل عليك الإنتباه لبعض الأمور التي عليك تجنبها أو اتباعها والتي تساعد في تكوين شخصية قوية، والتي من أهمها تجنب حمايتها بأسلوب زائد عن الحد، فخوفك عليها وخاصة كونها وحيدة سيكون سببا في ضعف شخصيتها، وسيجعلها تخاف من المواجهة والتصرف في المواقف.

أتركي طفلتك تجرب وتكتشف وتواجه المواقف وتتصرف بمفردها دون تدخل منك، وقومي بملاحظتها والإشراف عليها عن بعد حتى تعرفي كيف تسانديها وتدعميها إذا اضطرت إلى الأمر، وكما أن هذا يبعد عنها الخوف والتردد عند التعامل مع أقرانها.

اتركي لطفلتك مساحة للتعبير عن ذاتها وأرائها، فهذا سيجعلها أكثر ثقة في نفسها ويساعدها في أن تفكر بمختلف الطرق لتصل إلى الحلول السليمة.

أتركي لها فرصة التعبير عن انفعالاتها وردود أفعالها، فهذا حق من حقوقها وإن لم تفعل ذلك، فإنها ستشعر بالقهر ولا تقلقي فإنها بإذن الله مع الوقت ستتمكن من التحكم بمشاعرها وتصرفاتها بصورة أفضل.

انتهزي أي فرصة لمشاركتها في الأنشطة المختلفة التي تزيد من احتكاكها بأطفال في نفس المرحلة العمرية.

قومي بتنمية قدراتها العقلية ومهاراتها ولكن دون الضغط عليها وذلك من خلال الألعاب التي تعتمد على الذكاء، ومن خلال سردك للقصص التربوية المفيدة والقراءة معها، فكل ذلك يساعد على توسيع مداركها واكتسابها للمعلومات والإجابة عن الأسئلة التي تثير فضولها.

كلما كانت ماهرة في بعض الأمور التي تميزها، كلما زادت ثقتها بنفسها وشخصيتها أصبحت قوية.

امنحيها خيارات متعددة دائما، واتركيها تعتمد على نفسها في بعض الأمور التي تستطيع توليها بنفسها، فذلك يكسبها مهارات جديدة، وبالتالي يكسبها قوة في شخصيتها واشركيها في الأعمال المنزلية بما يناسب عمرها كترتيب سريرها، وتنظيم ألعابها، ومساعدتك في تنظيف مائدة الطعام، ورص الأطباق.

امدحيها وشجعيها، ولكن لا تبالغي في ذلك، واجعلي ثنائك الدائم على أفعالها وليس عليها هي بشكل مباشر.

تواصلي مع المعلمة الخاصة واطلبي منها التعاون، وذلك من خلال الدعم والتشجيع والعمل على أن يكون لها اكثر من رفيقة.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات