فاتني درس التفسير في الجامع..هل حسد الناس هو السبب؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد استشارتكم: منذ فترة قريبة التزمت بجامع بعد بحث طويل؛ لأننا في مكان بعيد عن الجامع، وأخبرت الجميع عن مدى شعوري بالراحة، وتيسير الذهاب إليه، حتى جاء الموعد المقبل، فتعسر الذهاب بشكل كبير، فلم أجد المواصلات، وعدت للمنزل أبكي من كل قلبي؛ لأنني كنت متحمسة لدروس التفسير.

هناك أشخاص أعرفهم منعتهم أشغالهم عن الالتحاق رغم رغبتهم في ذلك، فهل التعطيل حدث بسبب حسدهم وعينهم، أم هو مشيئة الله أن لا أذهب للجامع؟

بسبب تأخير أمي بالنزول معي، غضبت منها، ومن شدة حزني قلت لها: هذا بسببك، أنه ذهب علي الموعد، ماذا أفعل؟ وما هو السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقع الاستشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، ومما يمكن أن أشير به عليك الآتي:

- بداية: الحرص على طلب العلم وحضور مجالسه له أهمية بالغة في ديننا؛ لأنه مما يقرب إلى الله تعالى، ويسهل به طريقا إلى الجنة، وبه يعرف الله تعالى وما ينبغي له من التعظيم والإجلال، وكذلك به يعرف كيفية العبودية لله وعلى ما يرضيه، وكيف تكون أخلاق طالبة العلم حسنة، وتحسن التصرف مع الآخرين، وبه تستقيم الحياة على الوجه الأمثل، فنوصيك بالاستمرار فيه، واستعيني بالله، كان الله في عونك.

- أما مسألة ما حدث من تعسر في الذهاب إلى المسجد: فهذا أمر يسير ويمكن أن يحدث معك ومع غيرك وهو أمر طبيعي، وهو أمر قدره الله وكل شيء يحدث في الكون فهو بمشيئته وإرادته سبحانه، ثم أنت لم تتوفر لك وسيلة مواصلات حتى تذهبي إلى الدرس، فلا داع للقلق أو البكاء، ولا أظن أن هناك حسدا من أحد، ولا داع للتوهم في هذا الأمر.

ليس كلما حدث للإنسان تعسر في أمر ما نسب هذا للعين أو الحسد، والذين علموا منك بأهمية حضور هذه الدروس تمنوا أن يكونوا معك لولا مشاغلهم التي تمنعهم من الحضور ولا يتوقع منهم أن يحدث منهم الحسد، وفي المرات القادمة أحسني في ترتيب أمورك حتى لا تفوتك الدروس، وأبشري بخير، وأنت مأجورة عند الله على نيتك الصالحة في حضور حلقات العلم، وإن فاتت عليك هذه المرة.

- أما ما حدث من الوالدة - حفظها الله - وتصورك أنها السبب في تأخير حضور الدرس: فإنها لم تكن هي السبب الرئيس في التأخر عن حضور الدرس، كما ذكرت، وكان الأولى تذكيرها بالاستعداد مبكرا للحضور.

المهم ما كان ينبغي لك أن تغضبي منها، وإن كانت قد أحست بشيء من هذا الغضب، فسارعي للاعتذار منها وطلب العفو منها، فبر الوالدين فرض عين عليك، وهو أهم من حضور هذه الدروس، فلا يعقل أن تهتمي بدرس التفسير، ثم تتكلمي على والدتك بهذه الطريقة!! فلعل في درس التفسير القادم يفسر المحاضر قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات