أعاني من مرض عدم تحمل الأصوات، ما الحل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مرض عدم تحمل الأصوات، في البداية كنت أعتقد أنه وسواس ولكني اكتشفت أنه ليس وسواسا، لأني حاولت محاربته، ولم أستطع في وقت الكورونا كنت أدرس في المنزل.

عائلتي في المنزل تحدث دوما الضجيج، هم أربعة أفراد يقومون بإحداث الضجيج، ولباب غرفتي صوت مزعج حقا، فهو يجر عند فتحه وأقول لهم: اتركوني أدرس، يقولون: نعم، ولكنهم دوما ما يفتحون الباب، ويزعجوني حتى لما انتهى الفصل الدراسي رغم أني في مرحلة النهائي من التعليم الثانوي، أي مرحلة مصيرية، وتحصلت على معدل أنا متأكدة من أنه ليس مستواي.

المشكلة أني أريد حقا أن أطور من نفسي وأعطي ما لدي من قدرات، ولكن بسبب عدم تحمل الأصوات أصبحت غير قادرة أصلا على الدراسة.

أنا أحاول أن أصل إلى حلمي ولكني لا أجد الظروف مهما حاولت خلقها بنفسي، لهذا الإزعاج أصبح يزعجني حتى في بعض الأحيان أصوات السيارات تزعجني، وصراخ الأطفال الصغار بالقرب من البيت أثناء اللعب.

أخبرت أمي أن أذهب إلى الطبيب ولكنها لم تصدقني، وأنا هنا أصبحت فعلا عاجزة عن المضي قدما في الحياة، وعلى عيش مستقبل أنا أفضل منه بكثير.

أنا في الواقع أتجنب فعلا الناس، ولا أحب الأماكن التي يكثرون فيها، أحس وكأن نوبة عصبية حدثت لي.

لدي إحساس أني مصابة بمرض التوحد، وهل يعقل أني مصابة به رغم أني أتحدث مع الأشخاص، ولكن لا أفضل هذا فقط.

علما بأني أعتمد على يدي اليسرى، وكانت أمي تجبرني على الكتابة باليمنى، وأنا حقا لا أستطيع، وسمعت أن هذا يؤثر على كيمياء المخ، أردت أن أتأكد لكي أستطيع إكمال حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

عدم تحمل الأصوات المرتفعة، وكذلك الضجيج ظاهرة نشاهدها لدى الذين يعانون من القلق النفسي، لدى الذين لديهم أمراض في الأذن الداخلية، وكذلك في بعض حالات زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.

أول ما أنصحك به هو أن تفحصي وظائف الغدة الدرقية، الاحتمال ضعيف، لكن لا بد أن نتأكد من هذه الناحية، كما أرجو أيضا أن يفحص الطبيب الأذنين لديك للتأكد أنه لا يوجد التهاب أو شيء من هذا القبيل.

هذه هي النصائح الطبية المهمة، لكن أنا أرى أنه لديك علامات قلق، فأنت كما ذكرت أصبحت عصبية، وأصبحت لا تحبين الاجتماعات والتفاعلات الاجتماعية، وطبعا أنت ليس لديك أي ظواهر لمرض التوحد، على العكس تماما، أنت متفائلة جدا وجدانيا.

بالنسبة لاعتمادك على يدك اليسرى وكانت أمك تجبرك على الكتابة باليد اليمنى: طبعا هذا خطأ، نحن نقول للناس: كلوا بيدكم اليمنى، هذا هو المهم، والإنسان لا يجبر أبدا على أن يكتب مثلا بيده اليمنى أو يستعمل يده اليمنى ما دام هو أيسر، لأن هذا الأمر أمر دماغي، أربعة إلى خمسة بالمائة من الناس هم على هذه الشاكلة، ويقال بأنهم أكثر ذكاء.

أنا لا أعتقد أن الأمر قد أثر عليك سلبيا أبدا، فأرجو أن تتناسي هذا الموضوع.

الذي أرجوه منك هو: أن تطبقي تمارين استرخائية، هنالك تمارين للتنفس التدرجي، تمارين لشد مجموعة من العضلات وإرخائها، تساعد جدا في إزالة القلق الذي يظهر عند الإنسان في شكل عدم تحمل للأصوات، فإذا تمارين الاسترخاء مهمة، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، كما أنه توجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

الأمر الآخر هو: حاولي أن تعرضي نفسك للأصوات المرتفعة تدريجيا، مثلا: افتحي الراديو أو التلفزيون، ثم ارفعي الصوت تدريجيا تدريجيا إلى أن يصل أقصاه، هذا نسميه (التعريض مع منع الاستجابة)، فلا بد أن تدربي نفسك هذه التدريبات البسيطة، وهي مفيدة جدا، الاسترخاء مع التعريض.

حاولي أن تنامي النوم الليلي المبكر، لأن الراحة الجسدية أيضا تجعل الإنسان يتحمل القلق والتوتر وخلافه.

أيضا أحسني إدارة وقتك، الصلاة لابد أن تكون في وقتها، الأذكار دائما تبعث في الإنسان الطمأنينة، أيا كان مصدرها، قلق أو خوف أو توتر، تلاوة القرآن والأذكار وكذلك الصلاة هي حقيقة من الأشياء التي تفكك القلق والخوف عند الإنسان، وهذا أمر مؤكد، لما لا وقد قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} ماذا تفعل؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} وحتى تأتيك الطمأنينة والسكينة، وحتى تأتيك الراحة والسرور، وهذا كما يقال حاصل ومجرب.

هذه هي نصائحي لك، ويمكن أيضا أن تتناولي دواء بسيطا جدا هو مزيل للقلق وللتوتر، الدواء يسمى (ديناكسيت)، تناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذه هي النصائح التي وددت أن أوجهها لك، وإن شاء الله الحالة بسيطة جدا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات