هل أتزوج تائبا من الإدمان؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي شاب مناسب، لكنه كان يدخن الحشيش لفترة طويلة، ولكنه توقف منذ شهرين، ووعدني بعدم العودة لهذا الذنب، وأنه تاب إلى الله، فهل أقبل به؟ فلدي بعض المشاعر تجاهه، وأجده حسن الخلق، وهو يصلي ويحاول الالتزام بالصلاة في موعدها، هل علي إخبار أهلي بذلك؟ علما أنهم قد يرفضونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

وأنت مصيبة كل الإصابة – ابنتنا الكريمة – في حرصك على الزواج في هذا السن، ونحن نتفهم المشاعر التي تعيشينها وما تجدينه في نفسك من ميل إلى هذا الشاب وحرص على التزوج به، ولكننا مع هذا كله نرى بأن تزوجك من شخص مدمن على المخدرات زواج محفوف بالمخاطر، فالزواج المقصود منه تحصيل حياة هادئة مستقرة، يتبادل فيها الزوجان المعاشرة بالمعروف والقيام بالحقوق، ويكون كل واحد من الزوجين سكنا للآخر، وتنشأ بينهما المودة والمحبة، كما أخبر الله تعالى بذلك في كتابه الكريم.

وكل هذه المقاصد يندر وجودها مع زوج مدمن على المخدرات، فالغالب أن هذا النوع من الناس حياتهم مملوءة بالتضييع والتفريط وإضاعة الحقوق، ومعدم الاستقرار، وتضييع الأسرة، والمفاسد في هذا كثيرة لا تحصى.

وكون هذا الشخص توقف عن المخدرات منذ شهرين هذا لا يعني الإقلاع عنها، وكونه يعلن بأنه قد تاب إلى الله تعالى هذا يمكن أن يكون صدقا ويمكن أن يكون بخلاف ذلك، ونحن ندرك تمام الإدراك – ابنتنا العزيزة – أنك لن تستطيعي التوصل إلى معرفة الصدق في هذه المسائل بمفردك، ولذا فنصيحتنا لك ألا تنفردي بالقرار، وألا تكتمي هذا عن أهلك، فإن أهلك يحرصون عليك، يحبونك، يتمنون لك الخير، يحاولون تجنيبك المخاطر التي يعرفونها من الحياة وأهلها، فلا تستهيني أبدا بقرارهم.

فينبغي أن تصارحيهم بما حصل، وأن هذا الرجل قد أعلن التوبة، وأن تطلبي منهم التأني والبحث عن أحواله بجدية، فإذا هو قد تاب فعلا وظهرت عليه بوادر ذلك فاستخيري الله سبحانه وتعالى وأقبلي على هذا الزواج، وإلا فنصيحتنا لك أن تبقي في دائرة قرار أهلك، وأما ما تجدينه من تعلق بهذا الشخص فإنك ستستطيعين التغلب عليه بأن تصرفي ذهنك عن التفكر فيه، وأن تذكري نفسك باليأس من الزواج منه، فالنفس إذا يئست من الشيء نسته، وتوجهي إلى الله بأن يرزقك الزوج الصالح، وخذي بالأسباب من التعرف على النساء والفتيات الصالحات الطيبات، وتوكلي على الله سبحانه وتعالى في أن ييسر لك الخير ويقدره لك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات