السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية، أعاني من الارتعاش اللاإرادي في يدي عند التحدث والمشاركة، ويكون واضحا جدا للآخرين، وهذا يسبب لي قلقا كبيرا، وخصوصا أن مجال دراستي يتطلب منا المشاركة، وأحيانا الشرح والقيام بالتجارب العلمية أمام الجميع، علما أن مستواي الدراسي لا بأس به، حيث أفهم ما أشرحه وأقوم به، وقادرة عليه، لكن موضوع الخوف والارتباك والرعشة يكون عائقا لمشاركتي وتقديم أفضل ما عندي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرعشة في اليدين قد تكون موروثة عن الآباء والأجداد، وتسمى familial termors وتظهر كلما تقدم الإنسان في العمر، وكلما تعرض الإنسان لحالة من التوتر والقلق وترقب الامتحانات.
وقد يكون الأمر مرتبط بحالة تسمى الخوف الاجتماعي social phobia، أو زيادة في نشاط الغدة الدرقية، ولذلك من المهم فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، والمفروض أن تكون نسبته ما بين 0.45 إلى 4.5 وما قل عن 0.3 يعتبر نشاطا، وما زاد عن 5 إلى ما فوق 10 يعتبر كسلا في وظائف الغدة.
ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالانفعال في بعض المواقف الاجتماعية، خصوصا عند الإلقاء أمام التجمعات الطلابية، ولكن الخوف المبالغ فيه يتحول إلى خوف اجتماعي تضطرب فيه بعض الهرمونات في الدماغ (السيروتونين والدوبامين )، وهي الهرمونات المسؤولة عن توصيل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية، واضطراب تلك الهرمونات يؤدي إلى الرجفة والتوتر والقلق واحمرار الوجه.
وللتدريب على الإلقاء وللتخفيف من حدة التوتر والرعشة يمكنك البدء في إلقاء حديث مكتوب أمام المرآة أولا، ثم أمام أفراد الأسرة، وبعد ذلك يمكنك حفظ الكلمة المكتوبة أو ما تحفظين من القرآن وإلقائه عن ظهر قلب أمام المرآة أيضا؛ لاكتساب المزيد من الثقة بالنفس.
مع أهمية القراءة حول أي موضوع تريدين التحدث فيه والاستعداد لمواجهة أسئلة الحضور، ولا مانع من قول لا أعرف لسؤال لا تعرفينه، بل وطرح السؤال مجددا على الحضور بكل ثقة ودون تلعثم، فما من أحد إلا وله قدرة على البحث والمعرفة، ولا يعيبك أنك لا تعرفين إجابة سؤال.
ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لعمل جلسات علاج معرفي وسلوكي؛ للتخفيف من حدة الخوف الاجتماعي، ويمكنك البدء في تناول حبوب Inderal 10 mg مرتين في اليوم لمدة شهر، وهي حبوب تساعد في التحكم في نبض القلب والرجفة، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى الهرمونات الموصلة العصبية في الدماغ، وبالتالي علاج الخوف المرضي والتوتر.
ومن بين تلك الأدوية كبسولات prozac 20 mg يوميا كبسولة واحدة، أو تناول حبوب cipralex 10 mg قرصا واحدا لعدة شهور، وسوف تساعدك في الشفاء -إن شاء الله-.
ونؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.
وفقك الله لما فيه الخير.