السؤال
السلام عليكم.
أنا أشعر بالخجل الشديد، وخاصة عندما أتكلم حتى مع أهلي! ويصبح لون وجهي أحمر مما يجعلني أبكي من شدة الخجل، ولما أكون أتكلم والكل جالسون ينتبهون لي أحس بخجل أو إذا أحد حكى عني أي شيء أخجل أو إذا وجهوا إلي سؤالا أشعر بالخجل مما يجعلني أتفادى أن أجلس مع أهلي أو مع أقاربي.
أنا صرت أخجل من سنتين فقط، أما قبل هذا كنت جريئة جدا وما كنت أخجل كثيرا إلا من المواقف المحرجة، أما الآن فإني أخجل من أي شيء، وهذه المشكلة أتعبت نفسيتي كثيرا، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أرجو أن تنصحوني ماذا أفعل؟
مع العلم: أنا لا أحكي لأهلي أني متضايقة من هذه المشكلة، أعني أهلي في البيت لا يعلمون أني أعاني من هذه المشكلة، هم يفكرون أني أنا خجولة كثيرا وما أحب الاختلاط بأحد، ويعتقدون أنه من طبعي الخجل. وأشكر لكم تعاونكم معي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة الأمر: ربما تكون لديك درجة بسيطة من الخجل، ولكن الشيء الغالب حسب الوصف الذي ورد في رسالتك هو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، والذي يجعلك تشعرين بالمشاعر المذكورة في الرسالة.
دائما يستطيع أن يتغلب الإنسان على الخوف وحتى على الخجل بالإصرار على المواجهة، فالعلاج هو بالمواجهة حتى يحدث نوع من التعود والتطبع، علما بأن الهروب من المواقف أو التجنب يعقد الأمر كثيرا، وربما يؤدي إلى حدوث مخاوف جديدة تكون أكثر إطباقا وضررا .
سيكون من المفيد لك جدا بجانب الإصرار على المواجهة هي أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف والخجل، والدواء الذي ننصح الإخوة والأخوات بتناوله يعرف باسم زيروكسات، وجرعة البداية هي نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ويفضل أن يؤخذ بعد تناول الطعام، وترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة أيضا كل أسبوعين، حتى تصلي إلى الجرعة الطبية الصحيحة، وهي حبة ونصف في مثل حالتك، وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضي العلاج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضا، وبعد ذلك يتم التوقف عنه .
بعد التوقف من الدواء، لابد من مواصلة المواجهة، وعدم الانزواء أو الخوف؛ لأن عدم الإصرار في المواجهة ربما يؤدي إلى انتكاسة في بعض الحالات .
أرجو أن تطمئني أن هذه الحالة بسيطة جدا، ويمكنك علاجها تماما، وذلك بعدم تجنب المواقف الاجتماعية كما ذكرت ذلك، مع أخذ الدواء الموصوف.
وبالله التوفيق.