كيف أجعل لحياتي هدفا ومعنى وأعيش براحة وسعادة؟

0 17

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 18 سنة، أصبت بالوسواس القهري منذ أربع سنوات، وتعرضت للعديد من الانتكاسات، وزرت طبيبا نفسيا، لكني لم أكمل العلاج، وفي آخر سنة مع الظروف الصعبة التي أسهم فيها فيروس كورونا أصبحت أواجه نوعا من تبدد الواقع، رغم أن هذه الفكرة كانت تواجهني؛ لأنني كنت قد واجهت العديد من المواقف التي كانت تشعرني بنوبات هلع كبيرة، أحيانا أصدق الفكرة، وأحس أن هذا العالم كذب، وتأتيني تساؤلات حول الوجود، والحياة والموت، وأصبحت أحس العالم مظلما، ولم يعد طموحي عاليا، بل فقدت الشعور بأنني أحتاج للقيام بشيء ما، وفقدت حيويتي أصبحت أواجه قلقا كبيرا، وأشعر أنني لم أعد كما كنت من قبل، وأحس أحيانا أنني لا أستطيع تذكر بعض الذكريات.

كذلك أعاني من ضعف التركيز، وتشتت ذهني في بعض الأحيان، وكثرت وساوس المرض والموت، وقبل أيام سمعت أحدا يناديني وأنا لوحدي في البيت، فخفت أن أكون قد أصبت بهلاوس سمعية، وأنني أصبت بالفصام، فهل يمكنكم لو تفضلتم أن تشرحوا لي ما أمر به؟ علما أنني لا أخرج من البيت، ولكن هذه الأحاسيس والأفكار تختفي وأنا في الجامعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن تدرك أن غاية خلق الإنسان هي عبادة الله الخالق، وعمارة الأرض بما ييسر سبل الحياة عليها، وخلق الله الإنسان بروح وجسد، ولكي تستيقم الحياة خلق الله غذاء للروح، وغذاء للجسد، ولا يغني أحدهما عن الآخر، فغذاء الروح في الفروض التي فرضها الله على الإنسان، وهي في الواقع علاج لنفسه الأمارة بالسوء.

فأول ما تبدأ به اليوم هو الصلاة والذكر لكي تطيب نفسك، وتحصل على الهرمونات الموصلة العصبية في الدماغ لضبط الحالة النفسية والمزاجية، فكان المصطفى صلى الله عليه وسلك يقول لبلال بن رباح: أرحنا بها يا بلال، أي أذن للصلاة؛ لأن في الصلاة راحة، حتى إذا انشغلنا في عمارة الأرض وانحرفنا بالجسد في ملذاته أذن المؤذن لصلاة الظهر، فنعود الى الله مرة أخرى لتطيب النفس بذكر الله، وهكذا في كل صلاة يظل باعث الإيمان يلاحقك فرضا من بعد فرض.

وفي أثناء ذلك أنت مأمور بالعلم والقراءة والعمل إعمارا في الأرض، ومن هنا يتم غذاء الجسد من خلال المأكل والملبس والمشرب ويتم غذاء الروح من خلال أداء الفروض والاجتهاد في النوافل ومساعدة الغير من خلال الزكاة والصدقة، وبالتالي فإن لوجود الإنسان قيمة كبرى في تنفيذ مشيئة الله، ومع الاهتمام بغذاء الروح كما نغذي الجسد تطيب النفس، وتعلم أن ما عند الله في الآخرة في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ولك أن تعلم أننا كالمسافرين على قطار، وكل إنسان له محطة ينزل فيها، والفرق هنا أن قطار الدنيا معلوم المحطات، وقطار الآخرة غير معلوم لكي نظل في مراقبة لله سبحانه وتعالى، وهذا هو المعنى الحقيقي للامتحان والابتلاء، ولك أن تعلم أن عبادة الله، إما حبا في الجنة، وإما خوفا من النار، وإما حبا في الله وأعظمها حب الله سبحانه وتعالى.

وعليك بالقرآن قراءة وحفظا فهو ملاذ وحصن حصين يأخذ بيدك بعيدا عن الأفكار السلبية التي تورد المهالك (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ولا مانع من العودة إلى زيارة طبيب النفسية والعصبية لعمل جلسات علاج معرفي وسلوكي، ولا مانع من البدء في تناول أحد الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ مما يساعد في ضبط الحالة النفسية والمزاجية.

ويمكنك البدء في تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط الحالة النفسية والمزاجية، حيث تبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج وهناك بديل جيد، وهو كبسولات بروزاك prozac يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات