أفقد التركيز بشكل رهيب، وأشعر أن مخي فارغ..

0 20

السؤال

السلام عليكم.

لدي استفسار، كنت أعاني من قلق واختلال أنية، مع نوبات الهلع، ولكن بدأت بأخذ علاج سيروكسات لمدة ٦ أشهر متواصلة، وكانت ١٢.٥ ملغ، في اليوم حبة واحدة، وتركت العلاج لأني أحسست بأني تشافيت -والحمد لله-، والآن تقريبا قد مر على تركي له تقريبا ٤ أشهر، على ما أعتقد أو ما يقاربه، وأحسست بفرق كبير جدا جدا بعد تركي له، زالت كافة الأعراض، وأشعر بنفسية جديدة أخرى لم يسبق لي أن أحسست بها، ولكن مشكلتي الآن أنه بعد فترة الدورة الشهرية بيومين أو أكثر -فترة التبويض- أشعر بأعراض تشابه الأعراض السابقة التي كانت تجتاحني من قلق شديد، وقد يصل الشعور بأني لا أشعر بذاتي، وأستغرب ما حولي، أشعر أن هناك شيئا يضايقني ويزعجني ومتغير علي، ولكن لا أقوى على معرفة ما هو، وما السبب.

بالإضافة إلى أني أفقد التركيز بشكل رهيب، وأشعر أن مخي فارغ، وعدم القدرة على التفكير، وشعور بانزعاج شديد جدا، وعدم ارتياح، بالإضافة إلى وسواس أحيانا.

تقريبا في هذه الفترة تتسلط علي هذه الأعراض ثم تبدأ بالزوال، وتتكرر في نهاية كل دورة، إلا أنه في فترة الدورة قليلا ما تأتي، إنما تأتي دائما في النهاية! هل هذا الأمر طبيعي؟ وما الذي يمكن فعله لتجنب هذا الأمر؟ مع العلم أني منذ تخرجي وأنا أمسك الهاتف بشكل يومي ومتواصل لساعات طويلة جدا، مع معاناتي مع الفراغ، هل لهذا دور في ما يحصل؟ أم للدواء الذي كنت أتناوله دور؟

شكرا لكم كثيرا على ما تبذلونه في سبيل مساهمتكم بشعورنا للأفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Faraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الحمد لله تعالى أنت تجاوزت الأعراض الرئيسية لنوبات الهلع، وكذلك اضطراب الأنية، وبقي لديك نوبات القلق هذه التي تأتيك بعد انقضاء الدورة بيوم أو بيومين أو أكثر.

الشيء المألوف والمعروف أن اضطرابات القلق وشيء من عسر المزاج يأتي لبعض النساء قبل الدورة، الأسبوع الذي يسبق الدورة ربما تحس حوالي ستين بالمائة من النساء بشيء من عدم الارتياح النفسي، لكن هنالك حالات قليلة أيضا قد يحدث فيها شيء من القلق والتوترات والعسر المزاجي الذي يتسم بافتقاد التركيز بشكل واضح جدا، وأنت قد وصفت ذلك، كما أن الإنسان قد يحس بشيء من الخواء، وأعتقد أن وصفك دقيق، وصفك جيد.

هذه الحالات أيضا تندرج تحت القلق الاكتئابي البسيط، لكنا نعتبره قلقا ظرفيا عابرا، وليس مرضا مطبقا أبدا، ربما يكون لديه علاقة بالتوازنات الهرمونية في جسم المرأة.

العلاج بسيط جدا، أن تفهمي أن هذه الحالة بسيطة، وأن تحاولي أن تمارسي تمارين استرخائية، قبل الدورة وفي أيام الدورة وبعد الدورة، تمارين التنفس التدرجي، تمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها؛ تمارين مفيدة جدا لمثل هذه الحالات، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

بعض النساء أيضا يستفدن كثيرا من تناول المغنيزيوم بجرعة حبة واحدة قبل بداية الدورة، ويكون هنالك استمرار على المغنيزيوم لمدة أسبوع بعد الدورة، هذا أيضا قد يكون علاجا جيدا.

وفي بعض الأحيان أيضا ننصح بتناول أحد مضادات القلق مثل الـ (ديناكسيت) حبة واحدة في اليوم، تبدئي في تناولها في اليوم الأخير للدورة، وتستمري عليه لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.

وتوجد أدوية أخرى كثيرة مشابهة للديناكسيت، لكن المبدأ الرئيسي هو محاولة تجاهل هذه الأعراض، وممارسة التمارين الاسترخائية، وأنصحك أيضا بالنوم الليلي المبكر، هذا مهم جدا، وتجنب النوم النهاري.

وطبعا أنت تحتاجين أيضا أن يكون نمط حياتك نمطا إيجابيا بصفة عامة، أنت ذكرت أنك لديك فراغا، وهذا يسبب لك الكثير من الملل، لكن أقول لك أن الواجبات أكثر من الأوقات، حتى الذي لا يعمل أو ليس لديه وظيفة يمكن أن يستثمر وقته بصورة ممتازة جدا، وهذا يتم عن طريق: النوم الليلي المبكر، الاستيقاظ المبكر، أداء صلاة الفجر، تلاوة الورد القرآني، القيام ببعض الأعمال البسيطة داخل البيت، ممارسة تمارين رياضية، القراءة، وغيرها.

أشياء كثيرة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها، ويمكن أيضا أن تنخرطي مثلا في برنامج لحفظ القرآن الكريم، برنامج لاكتساب مهارات لغوية، ضعي أهدافا خارج نطاق الوظيفة وخارج نطاق العمل، وليس هنالك ما يمنع أن تفكري مثلا في دراسة الماجستير، سبل التعليم الآن أصبحت متوفرة جدا بفضل الله تعالى، فأرجو أن تحسني إدارة وقتك، وتذكري قولي: (الواجبات أكثر من الأوقات).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات