السؤال
اليسلام عليكم..
أشكركم جدا على الموقع، وأنا لم أرسل هنا إلا من حيرتي في أمر ما، أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٣ سنة، وأدرس في الجامعة، وقد تقدم لخطبتي شاب يتصف بصفات حسنة من أخلاق واحترام ودين، وأنا لدي بعض الظروف وهو يدري بجميع الظروف، رغم ذلك كان مصرا على خطبتي، وقال إنه بانتظاري حتى تتيسر ظروفي، ويأتي بعد أشهر، يصر على إقامة الزواج بسبب إصرار والديه عليه لكي يفرحوا به، فكيف أرفض هذا الشاب دون تجريح؟ وهل علي إثم في رفض الزواج بسبب رغبتي في البقاء عند والدتي؛ لأنها طريحة الفراش؟
نسأل الله الشفاء والعافية لجميع مرضى المسلمين، فأنا ظروفي لا تسمح لي بالزواج أو العيش بعيدا عن أهلي، أشيروا علي برأيكم بأسرع وقت، وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك، بداية أود أن أحيي فيك برك لوالدتك، وحرصك وعنايتك بها،
لم تخبرينا هل أنت البنت الوحيدة؟ وهل لديك إخوة؟ وهل حدد الطبيب فترة للشفاء؟
زواجك غاليتي حق لك ولا يمنعك برك لوالدتك أن تفوتي على نفسك هذا الشاب الصالح في دينه وخلقه، وقيامك بخدمة والدتك لا يمنعك من الزواج، وكذلك الزواج لا يمنعك من القيام بخدمتها.. فهناك تنظيم للوقت بإذن الله تعالى.
بنيتي منى: توكلي على الله واقبلي الزواج منه واشترطي عليه أن تسكن والدتك معك أو تسكني بالقرب منها، أو معها في نفس البيت، وتخصصين في منزل والدتك مكانا خاصا بك وبزوجك حتى يأخذ راحته.
ويمكنك أن تطلبي من خطيبك أن تسكن والدتك معك، وثقي تماما أن الله قرن رضاه عز وجل برضا الوالدين وبرهما، فلا تتركيها وهي بأمس الحاجة إليك، فكونك بجانبها يدخل على قلبها السرور ويساعد في تحسين نفسيتها وصحتها ورضاها عنك ودعاؤها لك.
وبما أن هذا الخاطب المتقدم لك صاحب خلق ودين كما ذكرت فحتما أخلاقه ودينه سوف تجعله يساندك ويعاونك على بر والدتك فتشاوري معه في هذا الأمر، واتفقا على أمر يرضي الطرفين ويناسب ظروفكما الراهنة.
وعليك بصلاة الاستخارة بعد الاستشارة فإن كان في هذا الزواج خير فسييسره الله لك، وإن كان شرا فسيصرفه عنك ويبدلك خيرا منه، يقول ابن الجوزي: الإيمان القوي يظهر عند قوة الابتلاء.
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، ويوفقك ويأجرك ويرزقك الزوج الصالح المصلح الذي تقر عينك به، ويعلى قدرك يا منى، ويمكنك معاودة الكتابة إلينا إن احتجت لذلك.