السؤال
السلام عليكم.
معاناتي بدأت منذ مدة طويلة ولكن أصبحت أكثر شدة مع الوقت، ولم أعد أستمتع بطعم الحياة، فكل عمل أقوم به أدخل فيه الموت، وأحس أنه آخر عمل مما زاد في عصبيتي وقلقي، وأصبحت لا أطيق الكلام مع أولادي ودائمة الصراخ في البيت، وللعلم أنني زرت الطبيب أكثر من مرة للعلاج من القولون، ولكن بدون فائدة، وأنا أعرف بأن حالتي نفسية لكن لا أعرف كيفية بداية العلاج، وللعلم أيضا فقد مررت بعدة صدمات في حياتي، فقد تطلقت من زوجي بعد مشاكل كبيرة ثم رجعت، وقد مات من عائلتي ثلاثة أشخاص في مدة قصيرة مما جعلني دائمة الخوف على أولادي، فقد ضيقت عليهم الحياة خوفا عليهم من أن يصيبهم شيء، فأرجو أن تساعدوني على إنهاء هذه المعاناة.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ندعو الله لك سبحانه وتعالى بموفور الصحة والعافية وأن تؤجري على المعاناة ولك بكل شوكة أو لحظة معاناة حسنة إ-ن شاء الله-، ففي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أصاب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه).
ولديك مرض يسمى الخوف المرضي بسبب التجارب التي مررت بها في السابق، وهي حالة يصاحبها اضطراب في مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، وقد يصاحب الخوف المرضي أمراض أخرى، مثل التوتر، والقلق، والهلع، والقولون العصبي، ومما يساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي ممارسة رياضة المشي مدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة والأماكن المفتوحة.
مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات مع ساعة قيلولة ظهرا.
ومن الأدوية التي تحسن الحالة المزاجية وترفع من مستوى هرمون سيروتونين وتعالج الكثير من الأمراض النفسية مثل الخوف المرضي والتوتر والقلق والاكتئاب حبوب cipralex 10 mg مما يساعد في علاج الخوف المرضي، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أشهر، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
من بين تلك الأدوية أيضا كبسولات بروزاك prozac 20 mg capsules، ويتم تناول كبسولة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم كبسولتين مرة واحدة لمدة 4 أشهر، ثم كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.
ونؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص تناول مكملات غذائية، مثل حبوب المغنسيوم 500 مج، وحبوب الكالسيوم 500 مج، وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.
ومما يساعد في علاج القولون تناول كبسولات بروبيوتيك probiotic، وهي عبارة عن بكتيريا نافعة ضرورية لسلامة القولون، وللتخلص من الانتفاخ والغازات كذلك يمكنك تناول ملعقة من مطحون بذور الكتان flax seeds، وملعقة من بذور الشيا chia seeds، بالإضافة إلى ملعقة من مسحوق الصمغ العربي (كل هذه الأشياء موجودة لدى العطارين)، وهذه المواد طبيعية وفعالة في علاج القولون وما يصاحبه من غازات وانتفاخ وعسر هضم.
والقولون عموما يحتاج إلى المزيد من تناول السوائل والألياف الطبيعية من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان والبرغل، مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع والريحان الطازجة، مع عدم الإكثار من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.
مع أهمية الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة، كالكوسة، والملوخية، والبامية، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا مما يساعد في التخلص من الإمساك والانتفاخ والغازات
وفقك الله لما فيه الخير.