تقدم لخطبتي زميل لي، وشاب آخر عن طريق والديّ.. من أختار؟

0 36

السؤال

السلام عليكم

أنا شابة أبلغ من العمر 25 سنة، توجهت إلى العمل في سنتي الأولى، كل الأمور هنا طبيعية، حتى جاء يوم اتصل بي رقم مجهول تبين لي لاحقا أنه زميل لي يصارحني بمشاعره، لكنني رفضت رفضا قاطعا، بعد مدة عرض علي هذا الشاب الخطبة والتعرف عليه، وكان من أمره ما يؤكد حبه لي وأنا لا أشك في ذلك، غير أن رفضي استمر، وقطعت كل اتصال معه.

بعد مدة 8 أشهر تم الوعد بالزواج بما يطلق عليه زواج صالونات، وأنا لا أعرف خطيبي إلا ما يقال عليه، اليوم أنا في حيرة من أمري، هل أحاسب على رفضي للأول؟ وما هو القرار الصحيح، هل أتزوج من هو صادق بحبه معي، أم الذي رضياه والدي زوجا لي؟ أنا أخاف من التسرع والندم كثيرا، وأرجو منكم الرد وحسن التوجيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونشكر لك أيضا هذا الحرص على رفض الاتصال بالشاب بالطريقة المذكورة، ونحيي أيضا خوفك من أن تكوني قد ظلمته، فإن الخوف من ظلم الناس مما يدل على الخير الذي فيك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أولا لا ذنب على الفتاة في رفضها لأي شاب أو رفضها للأسلوب الذي حاول أن يتواصل به، وهي صاحبة القرار، كما أن الشاب صاحب قرار.

وبالنسبة للخاطب الذي تقدم لك فإن اختيار الوالدين -إن شاء الله- سيكون فيه الخير الكثير، ولكن أرجو أن ترجعي إلى والديك لتتعرفي أكثر على الشاب المذكور الذي سيرتبط بك، وتجتهدي أيضا في التعرف على أهله، والاستعجال الذي لا نريده سيكون هنا بمزيد من التعرف ومحاولة الحرص على معرفة خصائص هذا المتقدم إليك.

ولا يخفى عليك أن الشريعة عندما شرعت الخطبة حتى يحصل التعارف، وعندما شرعت الخطبة حتى نتأكد من الدين والأخلاق، وبالخطبة أيضا تمكن الفتاة من أن تفوز بالارتياح والميل والانشراح المتبادل، و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

لن تحاسبي على رفضك الأول، والقرار الصحيح هو الذي يبنى على ما فيه مصلحة لك، وتشكرين أيضا بالرضا باختيار والديك؛ لأن هذا سيعينك أيضا على البر، ولا مانع بعد ذلك من أن تتأكدي من هذا الشاب الذي رضيه الوالد ورضيته الوالدة، وأنا أريد أن أقول: في رضا الوالدين خير كثير، ولكننا أيضا لا نريد التسرع، وأرجو أيضا ألا تندمي على ما مضى، فإن الإنسان عليه أن يجتهد، يستشير، ويستخير، ثم يرضى بما يقدره ربنا القدير سبحانه وتعالى.

عليه: أرجو أن تمضي فيما يصلح معك، فيما تجدين في نفسك ميل إليه، وقدمي الدين، ثم قدمي رضا الوالدين، ورضا الوالدين أيضا من الدين، لكن نحن نقصد دين الخاطب الذي سيتقدم والذي سترتبطين به، والشاب الأول الذي حاول يكفي هذا الرفض، ولا مانع إذا كان هناك تواصل بين أهله أن يكون هناك حسن اعتذار لهم، مع أن الأول كان ينبغي أن يطرق الباب ويأتي بيتكم من الباب، ويأتي بأهله، حتى يحصل المدخل الصحيح للزواج الصحيح.

وعلى كل حال: لا شيء عليك، لا تحملي نفسك ما لا تطيق، استشيري من حولك ومن يعرف الشاب المتقدم والذي رضيه الوالد والوالدة، ثم توكلي على الله تبارك وتعالى، ونحن بدورنا نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يكتب لك التوفق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات