أنا قصيرة، فهل أتزوج رجلا أطول مني قليلا؟

0 31

السؤال

السلام عليكم.

عمري 26 سنة، طالبة طب ومشوار دراستي طويل، وأعيش في الغربة وحدي للدراسة، تقدم لي شاب محترم معجب بي منذ 3 سنوات، فاتحني بالموضوع، وطلب مني أن نتعرف على بعضنا ونتأكد من أمور مهمة، وكله بمعرفة الأهل، لم أر منه صفات منفرة أبدا، بالعكس فهو إنسان خلوق ومتدين وطموح، ويعيش في مكان محترم، وتقبل شروطي كاملة، ومتفهم لمهنتي كطبيبة.

الشيء الوحيد الذي يشغل تفكيري هو موضوع الطول، هو أطول مني بقليل جدا (بضع سنتيميترات)، وأنا قصيرة وطولي حوالي ١٥٥سم، وخاصة أنه يعيش في دولة أجنبية، والأغلب هناك طوال، وأخاف أن يؤثر هذا الشيء على مستقبلنا في إيجاد وظيفة مرموقة، وأشعر بالحرج الشديد من تفكيري هذا، ولم أستطع التكلم مع أحد بهذا الموضوع، لأنني أشعر بسخف الأمر، مع ذلك يظل الموضوع يشغل تفكيري كثيرا، وأحيانا أجبر نفسي على الاقتناع، وبعدها أتحسر على نفسي، وأقول لماذا علي أن أجبر نفسي؟ لماذا لست أنا من أعيش راضية ومرتاحة مع الشخص الآخر، هل تفكيري هذا سخيف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أجمل ترحيب.
ابنتي الحبيبة: أنت قلت أنك تشعرين بسخف الأمر، يعني أنت تعلمين أن هذا الموضوع ليس بالأهمية في الأصل وخاصة إن قورن بمزاياه الكثيرة التي ذكرتيها، والتي تحلم كل فتاة أن تحصل على هذه المزايا في الزوج المستقبلي.

في العادة عندما تختارالفتاة الزوج المستقبلي هناك أسس يجب أن تتوافر فيه، وأهمها الدين والاستقامة وحسن الخلق، والقبول من قبل الطرفين لبعضهما البعض والألفة النفسية والتكافؤ الاجتماعي والفكري بين الطرفين، وحسبما ذكرت في رسالتك أن الأمور موجودة في الخاطب، لذلك أنصحك أن تجلسي مع نفسك جلسة واقعية، صريحة، مستخدمة ميزان عقلك وقلبك ووازني بين كل الصفات الحميدة الموجودة لديه وضعيها في كفة، وقصر قامته في كفة، واسألي نفسك، هل قصر قامته من الأساسيات لديك؟ هل أنت تضخمين الموضوع؟ ياترى ماذا لو ارتبطت برجل يتميز بطول القامة والشخصية المميزة، ولكنه يفتقد إلى الرجولة الحقة والإنسانية والأخلاق، هل كنت ستشعرين بالسعادة معه؟

عموما هذا الموضوع حله بيدك والاختيار اختيارك، لأنك أنت من ستعيشين معه وليس أحد غيرك، فإن كان طول قامة الشاب هي من الأولويات لديك وهو أمر مهم عندك، فإذن لا تقبلي به ولا تكملي مسيرتك حتى لا يبقى ذلك أمر ملح في تفكيرك، فتتعسي نفسك ومن معك، وأما إن كان غير ذلك، فاستخيري واستشيري عائلتك وتوكلي على الله.

ما المانع من أن تشاركي في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم لتكون لك خير طريق، ورددي الكلام الذي يعطيك القوة والثقة والإرادة والعزيمة والقرار الصائب، وركزي في تخصصك لتكوني طبيبة مسلمة يفخر بها المجتمع الإسلامي وينتفع بها -بإذنه تعالى-.

أسأل الله الغفور أن يهديك إلى الصراط المستقيم، وأن يرزقك الشعور بالطمأنينة والراحة والثقة، وأرجو أن تطمئنينا عنك.

مواد ذات صلة

الاستشارات