السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخرجت من الجامعة ولم أجد عملا، وأشعر بفراغ وملل شديدين، ليس عندي صديقات ولا أخرج من المنزل إلا ما ندر.
أتمنى أن أتزوج وأنجب أطفالا حتى أملأ هذا الفراغ، ولكن لم يأت نصيبي بعد! لا أحب قراءة الكتب، ولا أستطيع التسجيل بدورات؛ لأن كلفتها عالية.
أشعر بالوحدة الشديدة، أتمنى أن يتغير حالي، أتمنى أن تذهب كل المشاعر السلبية التي أحس بها. أنا ضائعة ولا أعلم ماذا أفعل؟ وقتي يمر ويومي يمر بلا فائدة، أشعر بالإحباط واليأس.
أرجو منكم مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أجمل ترحيب.
الملل الذي تعانين منه يسبب لك الإنزعاج والصعوبة في ممارسة حياتك بشكل طبيعي، وهذه فعلا أزمة حقيقة تحتاج للعلاج الجاد، وإلا فأنك إن بقيت على هذا الحال فإنها ستسبب لك أزمات متتالية وأكثر خطورة وتعقيد، فتصبحين عرضة للاكتئاب والتوتر والقلق المستمر، كما يفتح لك المجال إلى اكتساب العادات السلوكية، كالانطوائية والانزواء في محيطك الذاتي، بالإضافة إلى تدني مستوى مهاراتك الاجتماعية والميل للكسل والخمول وفقدان الهدف أو العيش بانتظار هدف واحد كما حصل معك، تنتظرين الزواج لكي تتخلصي من الملل.
وهنا أحب أن ألفت نظرك أن الزواج ليس هو الحل أو هو بالأحرى ليس مكانا نلجأ ونهرب إليه وفيه، وهو ليس الحل الدائم، بالعكس فأنت بهذا الانتظار فأنك تزيدين نسبة الملل مما يؤدي ذلك تكريس نظرة السوداوية للحياة ولكن أردت حلا صحيحا، فلا بد لك من تغيير أفكارك ومعتقداتك السلبية والجامدة عن الحياة، فذلك يساعدك على التحكم والسيطرة على تصرفاتك وتحكمك بها مما يدفع ذلك إلى قتل شعورك بالملل، والتفكير بطريقة إيجابية أكثر.
كما أنه لا بد بك تغيير شعورك السلبي تجاه الأمور التي لا تحبينها، فالإنسان قد يضطر في كثير من الأحيان أن يقوم بأعمال لا يحبها، ولكن حتى يخفف عنه ذلك لا بد أن يغير فكرته عنها ويقرنها بشيء جميل.
ومن الأمور العملية التي قد تساعدك في قتل الفراغ والملل: تجديد البحث عن عمل مناسب، الاحتكاك بالعالم الخارجي من خلال لقاؤك بجيران أو صاحبات أو الجلوس مع أفراد العائلة، طبعا تجنب الأشخاص المملين، أو من لديهم نظرة سوداوية في الحياة قدر الإمكان.
إدخال السعادة إلى قلوب الآخرين مثل مساعدة المحتاجين وذلك من خلال انتمائك لجمعية تعنى بذلك.
حضور دورات ومحاضرات تكسبك المهارات وإن بحثت ستجدين الكثير منها مجانا ومن دون أي رسوم.
تحديد الأهداف بين حين لآخر والسعي خلف تحقيقها.
الوقت عامل مهم فتقديره وتنظيمه واستغلاله بشكل الصحيح.
توظيف الخيال في رسم صورة مشرقة عن مستقبلك تحقيقين فيها ما تطمحين إليه.
ضعي في مخيلتك كل ما تحتاجين لتصلي إلى أهدافك وجربي كل شيء ليسهل عليك تطبيق ما تريدين على أرض الواقع.
تأملي الطبيعة، فهذا من شأنه أن يبث روح الإلهام بك، كما أنه يجعلك تبصرين أمامك فرصا كثيرة لم تدركي وجودها.
حاولي قراءة الكتب والقصص وظفي فضولك في اكتشاف المعرفة والتعرف على العلوم المختلفة.
قومي بالأعمال التي تحبينها وتبدعين فيها، وابتعدي عن النشاطات التي تسبب لك الضيق.
تابعي التكنولوجيا الحديثة ومدى تطور خدماتها واستكشفي أسرارها.
جاهدي نفسك بممارسة الرياضة، فهي تمنح عقلك القدرة على التفكير السليم، كما تحافظ على أن يكون جسمك رشيقا.
وما من أجمل نصيحة أقولها لك -بنيتي- هي: الزمي الصلاة والدعاء، واطلبي من العزيز الباري أن يصلح الحال وأن يفرج همك ويرفع الغم عنك، وأن يرزقك العمل والنشاط والهمة والزوج الصالح الذي يسعد قلبك.
يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.