السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مشكلة لدرجة أني أبكي عندما أكون بمفردي من القهر، فكل شخص يجلس معي ينبهر بذكائي، وطريقة تفكيري، ويفكروني نابغة ودرجاتي عالية، لكن المشكلة أني لا أحصل على درجات عالية، وعلامات كاملة؛ وهذا الشيء يجعلني أصاب بإحباط، وعندما أستلم ورقة الامتحان تصيبني صدمة فأنسى، ويسألني أصحابي كم حصلت؟ فأخبرهم الحقيقة، فيقولون: كذاب أنت شرحت لنا. فأنا أعاني من هذه المشكلة.
أنا شخص عندي أهداف لكن المشكلة هذه لا أقدر أتخلص منها، وبعض الأشخاص يقول: فيك عين، وبعضهم يقول فيك خوف، وهناك من ينصحني بقوله: لا تخف، لكن وقت الامتحان أنسى، فما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الشعور بقليل من العصبية قبل الامتحانات هو شعور طبيعي، وقد يساعد في زيادة حدة العقل وتركيز الانتباه، لكن إذا ما سيطر عليك شعور القلق من الامتحانات؛ فقد تتداخل مشاعر القلق والشك في الذات، مع أدائك في الإجابة على الامتحانات، وتجعلك تعيسا. قد يؤثر القلق من الامتحانات على أي طالب، سواء كنت طالبا في المرحلة الابتدائية، أو الثانوية أو طالبا في الجامعة، أو موظفا يجب عليه خوض اختبار للتقدم في عمله، أو الحصول على شهادة.
ابني العزيز: إن ما تعانيه هو "قلق امتحاني" وهو حالة نفسية انفعالية مؤقتة يمر بها الطالب، وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعه الفشل في الامتحان، أو سوء الأداء فيه، أو للخوف من الرسوب، ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقته بنفسه، ورغبته في التفوق على الآخرين، وكذلك من الأمور التي تؤدي لإثارة قلق الامتحان عند الطلاب هي مبالغة وسائل الإعلام بقضية الامتحانات؛ مما ينتقل أثره السلبي إلى نفسية الطالب فيصيبه ذلك بالخوف والذعر والقلق، ويتصور أن الامتحان عبارة عن موقف رهيب ومفزع.
وفيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من القلق الامتحاني:
- الانتباه جيدا لبرنامج الامتحانات ومواعيدها وحجم المادة.
- تعلم كيفية الدراسة بشكل أكثر فاعلية: يوجد بعض الاستراتيجيات التي تساعدك في الحفظ والتذكر وتساعدك على التنظيم وتسهل عليك استرجاع المعلومات عند الإجابة، ومن الاساليب التي تناسب طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية استراتيجية "الخريطة الذهنية" semantic map. حيث يتم تطبيقها بتحليل الموضوع المراد دراسته إلى أجزاء من خلال رسم دائرة وكتابة المفهوم الرئيسي داخل الدائرة، ومن ثم يتفرع من هذه الدائرة دوائر فرعية تحتوي على المفاهيم الفرعية وعلاقتها بالمفهوم الرئيسي، ويقوم الطالب بفهم العلاقة بين المفهوم الرئيسي والأجزاء؛ مما يوصله إلى الحل القائم على الفهم والاستيعاب وليس على التعلم التلقيني أو الصمي.
-ادرس مبكرا وفي أماكن مماثلة. من الأفضل بكثير أن تدرس قليلا على مر الوقت بدلا من تكديس كل ما تدرسه في وقت واحد. أيضا: يمكن أن يساعدك قضاء وقت الدراسة في نفس الأماكن التي تمتحن بها أو في أماكن مشابهة على تذكر المعلومات التي تحتاجها في وقت الامتحان.
- ضع روتينا ثابتا قبل الامتحانات. تعرف على ما هو مناسب بالنسبة لك، واتبع الخطوات ذاتها في كل مرة تستعد فيها للامتحانات؛ سوف يعمل ذلك على تخفيف مستوى الضغط النفسي لديك ويساعد على ضمان استعدادك بشكل جيد.
- عدم ترك المادة لآخر ليلة من الامتحان؛ لأن قدرة العقل محدودة، بل عليك عمل برنامج يومي للدراسة، ويجدر بك ألا ترهق نفسك بالقراءة والمذاكرة، فأن تقرأ ثلاث ساعات، ثم تستريح، ثم تقرأ ثلاث ساعات أخرى، أفضل من أن تقرأ ست ساعات متواصلة.
- عندما تتأكد أنك أكملت دراسة المادة وأصبحت متمكنا منها، توقف عن مراجعتها، ولتكن آخر مراجعة للمادة تتم بشكل تصفح المادة وليس إعادة دراسة المادة.
- عدم الإكثار من شرب السوائل المنبهة (الشاي والقهوة والكولا)، ويجدر بك عدم السهر طويلا.
- تناول وجبة خفيفة من الفطور قبل الامتحان.
- عدم الذهاب إلى الامتحان مبكرا، وعدم التأخر عن الامتحان؛ حتى لا تعرض نفسك للتشويش والارتباك وضياع الوقت.
- الابتعاد عن مناقشة المادة التي ستمتحن فيها قبل الامتحان بفترة قليلة.
- قراءة الأسئلة والبدء بالأسئلة السهلة، وترك الأسئلة التي لا تعرفها حتى الانتهاء من الإجابة عن الأسئلة التي تعرفها.
-عدم الإجابة عن سؤال إجابتين منفصلتين، ظنا منك أن المصحح سيختار لك الإجابة الصحيحة.
- استغلال وقت الامتحان كاملا، وعدم التسرع في تسليم الورقة قبل انتهاء الوقت المحدد.
- إعادة قراءة الأسئلة والإجابات بتأن؛ حتى تتأكد من عدم ترك سؤال دون إجابة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.