أبي يظلم زوجته فكيف أنبهه إلى فضلها علينا؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أبي البالغ من العمر 66 سنة يهين أمي ويسمعها كلمات تجرحها ولو كانت غير مباشرة، لكن مقصودها يصل للحضور، أمي في الحقيقة زوجة أبي، أعتبرها أمي وصديقة دربي، لم تشعرني بأنها زوجة أبي، ربتني منذ كان عمري 10 سنوات، الآن مضى على زواج أبي بها 8 سنوات.

لم أشعر بجفاء تصرفات أبي تجاهها سابقا لصغر سني، لكني الآن لا أشك أنه يتعمد إهانتها والتقليل من شأنها خاصة في مجلس الأسرة أنا وأختي الأكبر مني، يقرأ في أبسط تصرفاتها وكلامها سطورا ليست موجودة، ويرد على أساس ذلك، ولا يفوت أية فرصة في ذكر أهلها وأقاربها، كما يذكر أنها ليست متعلمة.

صارت أمي تشعر أنها ليست بخير، تعاني من آلام في الظهر والمفاصل، أعتقد أنها من كثرة الوقوف والخدمة، لكن أبي لا يرأف بحالها، ويطلب منها أمورا لفعلها كان الطبيب قد نهاها عن ذلك، كما أنه يعطيها مصروفا أقل بكثير مما قد تحتاجه، وهو يعلم أن الأسعار ارتفعت.

أمي اشتكت منه كثيرا، وقد قررت مرات عدة أن أنصحه، كوني أكثر وعيا، ولأني لم أعد أحتمل هذه التصرفات العدوانية، لكني في كل مرة أتراجع عندما أتذكر أن أبي شخص حقود وغير قابل للنقاش، وأحيانا أخاف أن أتفوه بكلام أندم عليه، ماذا علي أن أفعل؟ هل أنبهه لتصرفاته وأذكره بفضل أمي علينا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك

يا بنيتي: اعلمي نحن نأتي إلى الحياة ولم نختر أمهاتنا وآبائنا، ولكنا نملك حسن التكيف وحسن العشرة بالمعروف معهم، ولا يجوز لك أن تصفي والدك بأنه حقود حيث قلت: "إن أبي شخص حقود وغير قابل للنقاش"، وإن قصر؛ فهذا الوصف من العقوق، وواجبنا تجاه والدينا كما أوصانا رب البرية في كتابه الحكيم: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}، فانظري إلى عظمة مكانة الآباء عند ربنا عز وجل، وعليك أن تقتربي منه بالكلمة الطيبة، وخفض جناح الطاعة، والاحترام، وابني علاقة طيبة معه بدل أن تجافيه وتشحني مشاعرك بالغضب منه، واعلمي أنه مهما بلغ بك الجفاء؛ فيبقى له حق البر عليك.

أنت فتاة ناضجة ومثقفة ومتعلمة، وهذه الخلافات والاختلافات التي يواجهها والداك توجد بين الكثير من الآباء والأمهات في الوطن العربي، وأنا أقدر ما تعانينه، وأتمنى أن تخففي من هذه الأحزان والهموم التي تقع على نفسك، وأن تعيشي حياتك وتركزي في مستقبلك، فأنت لست مسؤولة أمام الله عن مشاكل والديك، ومن الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء أن مشاكلهم تكون معروضة للنقاش أمام الأبناء دون مراعاة لشعورهم، ومن الواضح أن كلا والديك لا يتقبل طبيعة الآخر رغم أنه من المؤكد أن والديك لديهم لحظات صفاء وهناء وانسجام كثيرة في حياتهم، ولولا ذلك لما استمرت الحياة الزوجية بينهما.

لذا أنصحك أن لا تكوني عاطفية أكثر مما يجب، وحاولي أن تبقي بعيدة عنهما معا وخاصة وقت الخلاف، لأن خلافهما لا علاقة له بك ولا ذنب لك به، لذا تجنبي كلا منهما وكوني ذكية ولا تنقلي قول أحدهما للآخر إلا بالخير.

اهتمي بنفسك ودراستك الجامعية، وركزي على حياتك، واسعي جاهدة إلى تحقيق أهدافك وأن تكوني من المتميزات.

لا ترهقي نفسك وانشغلي بما يفيدك في دنياك وآخرتك، ولا تنسي أن تكون قريبة من أختك فهي الصديقة الحنونة لك.

اجتهدي في خدمة والديك، وقدمي لها أي شيء يسعد قلبهما، وخففي عن أمك، ولا تزيدي عليها تجاه والدك، وكوني وسيطا وحنونة في أسرتك.

اجعلي أيامك رضى بما قسم الله، واشكريه على نعمه؛ فأنت بصحة جيدة وأوصيك أن تحافظي على علاقاتك الاجتماعية مع صديقاتك، وأن تزوريهن، وأن يأتين إليك.

أكثري من الدعاء لوالديك ولك ولشقيقتك، وأكثري من الاستغفار، والزمي الطاعات من صوم وصلاة وتلاوة القرآن الكريم : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

أسأل الله الهداية لكم، وأن تعم المودة والرحمة والرضى قلوبكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات