لدي اهتمام بحب الناس وأريدهم أن يعاملوني بالمثل!

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه

سؤالي كالآتي: أنا شخص إذا أحببت أحدا أحبه بقوة جبارة، وأريد من هذا الشخص أن يهتم بي ويسأل عني، وقد أضطر إلى لومه بشدة إذا لم يفعل ذلك، وألومه على تقصيره وأصر على ذلك!

للعلم أنا تربيت في أسرة لا تعرف التربية السليمة، ولم أر أي مظهر للمحبة والود بين والدي أو إخوتي!

رأيت نفسي أرتاح كثيرا للنساء، ولا أدري ما سبب ذلك! وألجأ أحيانا إلى إغلاق حسابي على الفيسبوك لأرى من سيسأل عني!

أرجو من الدكتور محمد عبد العليم إجابتي بالتفصيل، وهل لجوئي إلى إغلاق حسابي على الفيسبوك من أجل معرفة من يسأل عني صحيح أم خطأ؟

أرجو أن يرشدني إلى حل، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن القيم المشرقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا – أخي الكريم – وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.

طبعا من يقرأ رسالتك وما سردته حول سمات شخصيتك قد يتهمك بأنك شخص نرجسي محب لذاته، لكن أنا لا أعتقد أن الأمر قد وصل لهذا المستوى من اضطرابات الشخصية.

أعتقد – أخي الكريم – أن المبدأ الأساسي هو أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وهذا يجب أن ينطبق على جميع الناس، يجب ألا تندفع نحو أشخاص معينين، أي: تحبهم بقوة جبارة، هذا خطأ – يا أخي – ودك وحبك وتقديرك للآخرين يجب أن يقسم بالتساوي، ويجب أن تضع هذا دائما في خلدك وفي ذهنك، لأنك إن أحببت بعض الناس بشدة وقوة هذا يعني أنك قد قصرت في حق آخرين، ربما لا تشعر بذلك – أخي الكريم – لكن هذه حقيقة.

الأمر يعتمد على موازنات فكرية معرفية، أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، كل الناس، دون اندفاع نحو البعض وتجاهل الآخرين. هذا مهم جدا أخي الكريم.

الإنسان حين يدرك ما في نفسه هذا في حد ذاته العلاج.

الأمر الآخر هو: يجب أن تحرص دائما على الواجبات الاجتماعية، لأن الواجبات الاجتماعية حين تؤديها تشعرك بقيمة ذاتية وأنك تراعي كل الناس. أن تلبي الدعوات، للأفراح، أن تقدم واجبات العزاء، أن تمشي في الجنائز، أن تزور المرضى، أن يكون لك نشاط اجتماعي مع مجموعة، كالأنشطة في الأعمال الخيرية، التحاق بمركز من مراكز تحفيظ القرآن والدخول في مشروع حفظ القرآن الكريم، الانضمام إلى جمعيات ثقافية أو خيرية ... هذا كله حقيقة يؤدي إلى نوع من التوزيع المتساوي والمنصف للمشاعر. هذا مهم جدا.

أخي الكريم: يمكن أيضا أن تقوم ببعض السيناريوهات الفكرية، مثلا تحاور نفسك: (لماذا أنا أحب هذا الشخص أكثر من ذاك الشخص؟ هذا الأمر ليس جيدا، لابد أن أراجع نفسي) ... وهكذا. فالحوارات الفكرية الداخلية أيضا تغير من قناعات الإنسان.

موضوع ارتياحك للنساء: أرجو ألا يكون هنالك خلل في هذا الأمر، وأقصد بذلك الخلل الشرعي، الإنسان لابد أن تكون لديه كوابح، ولابد أن تكون له ضوابط، فالمرأة هي أختنا، هي أمنا، هي زوجة، وهي المرأة الغريبة عنك، وكل يجب أن نتعامل معه بمقاييس الشرع. وبالمناسبة مقاييس الشرع تتطابق تماما مع الوجدان السليم للإنسان.

أخي: أيضا أقول لك: احذر هذه الطفرات الشديدة في الارتياح لجهة ما كالنساء – كما تفضلت – أو حتى أن تقع في أن تكون محبا لشخص أكثر مما يجب.

هذه يا أخي هي الأمور التي أود أن أنصحك بها.

إغلاق الحساب على الفيسبوك: ليس أمرا صحيحا، اتركه، لكن يجب أن تتعامل معه برشد وحكمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات