السؤال
عمري 16 سنة -أشعر أحيانا بوخز، ورعشة في الجسم، تستمر الرعشة غالبا لثوان، أو دقائق معدودة، مع العلم أن لدى فرط حركة -وأيضا كنت أعانى من تسارع دقات القلب، وضيق التنفس، ولكن تحسنت حالتي لما أخذت عقار أندرال40ج، أويضا عندما استحم بالماء، أشعر بضيق تنفس، وأيضا أشعر بالاختناق عندما أتعرض لنفخة هواء شديدة.
- لقد ذهبت لعدة أطباء كطبيب القلب، وطبيب الصدر قالوا إن أموري سليمة، ولقد نصحني أحدهم أن أذهب لطبيب مخ أعصاب ونفسي، ولقد ذهبت فعلا، فلقد وصف لي عدة أدوية نفسية، ووصف حالتي بالوساوس القهري، وأنا حاليا آخد الأدوية التي وصفها لي، ولكن شعور الوخز الكهربائي ، مازال موجودا معي، وعندما يأتى لي ذاك الشعور، أحس برعشة، وحكة بالجلد، وخآصة عندما أرتدي ملابس الشتاء الثقيلة، مع العلم أني أجلس على الأجهزة التكنولوجيا الحديثة، كثيرا مثل الكمبيوتر، والهاتف الذكي -فى الواقع أحس أنها اضطراب الكهرباء في الدماغ، لذلك أكثر من سجودي في الأرض وفعلا أشعر براحة أكبر.
أيضا خضعت لفحوصات، وتحاليل كتحليل الغدة الدرقية، فظهر أنه كان سليما، وأيضا خضعت لرسم القلب فكان 120دقة في الدقيقة.
أتمنى أن تفيدوني بمعلوماتك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحي محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل الأعراض التي ذكرتها من الواضح أنها أعراض لقلق نفسي، والقلق النفسي يمكن أن يتجسد، ويظهر في شكل أعراض جسدية، مثل تسارع ضربات القلب، والشعور بالضيقة، أو الكتمة في النفس، والرعشة تأتي لبعض الناس، الشعور كأن تيار كهربائي يسري في الجسم، أيضا هذا من الأعراض المعروفة.
كل الذي ذكرته حقيقة من الواضح جدا أن منشأه نفسي، وطبعا القلق يظهر في شكل تسارع في ضربات القلب، وعدم الشعور بالارتياح، وخفة في الرأس... هذا كله معروف، وأنا أحب أن أسمي هذه الأعراض (نفسوجسدية)، بمعنى أنها تظهر في شكل أعراض عضوية لكن ليس له أي منشأ مرضي عضوي، وأنت الحمد لله تعالى قام الأطباء بفحصك، وقد أكدوا أن كل شيء سليم، فيجب أن تطمئن.
دقات القلب مائة وعشرون في الدقيقة نشاهدها لدى مرضى القلق والتوترات، ويعرف أن الإندرال من الأدوية الممتازة جدا، وهي ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى (كوابح البيتا)، وينظم ضربات القلب من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي.
علاج حالتك إن شاء الله بسيط جدا:
أولا: القلق هو طاقة مطلوبة، القلق يحفزنا من أجل النجاح، من أجل الاجتهاد، من أجل المثابرة، من أجل حتى أن نؤدي عباداتنا، ونحرص على الصلاة، الذي يقلق من الذنوب ويخاف الحساب لابد أن يدفع نفسه دفعا إيجابيا نحو واجباته الدينية، الذي يقلق ويخاف الفشل لا بد أن يندفع اندفاعا إيجابيا نحو دراسته، الذي يريد أن يكون شخصا فعالا ويدا عليا لابد أن يقلق حول الإخفاقات الاجتماعية، ويسعى دائما ليكون من الناجحين.
فأنا أرى أنه لديك قلق نفسي، وشيء من المخاوف البسيطة، وربما تكون هنالك شيء من الوسوسة، لم يصل حقيقة ما تعاني منه من الوسوسة إلى درجة الوسوسة القهرية، ولذا نسميه (أعراض وسواسية) أكثر مما هو وسواس قهري.
طبعا الطبيب الذي قام بفحصك هو في موقف أفضل مني، لأنه قد قام بمعاينتك إكلينيكيا، ويستطيع أن يقدر الأمور بصورة أفضل، لكن عموما لا يوجد اختلاف، أعراض القلق موجودة، وشيء من الوسوسة موجود، وشيء من المخاوف موجود.
إذا أريدك أن تنام النوم الليلي المبكر، هذا مهم جدا، تستيقظ مبكرا، وسوف تحس أنك أفضل من ناحية التركيز، تؤدي صلاة الفجر، وتمارس رياضة في الصباح، هذا مهم جدا، هذا من أفضل وسائل علاج القلق النفسي. النوم الليلي المبكر، الصلاة، يعقبها تمارين رياضية، وبعد ذلك يمكن أن تدرس قليلا لمدة نصف ساعة، وهذا حقيقة وقت ممتاز جدا؛ لأن التركيز يكون في أفضل حالاته، وبعد ذلك تذهب إلى مدرستك، ثم تعود، ثم تأخذ قسطا من الراحة، تجالس الأسرة، تتواصل اجتماعيا، ترفه عن نفسك بما هو طيب... هذه كلها علاجات مهمة لهذا القلق.
وأيضا عليك أن تمارس تمارين الاسترخاء، يجب أن يقوم الطبيب النفسي بتدريبك على هذه التمارين.
وأنت أيضا تحتاج لأدوية بسيطة مع الإندرال، عقار مثل (سبرالكس) بجرعة صغيرة سيكون مفيدا بالنسبة لك، لكن نسبة لسنك يجب أن تتناول الأدوية من خلال الطبيب النفسي.
هذا هو الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.