نفور الزوج من زوجته بسبب بعض صفاتها الخَلقية والخُلقية

0 696

السؤال

لقد تزوجت منذ أربعة شهور، لكن لم أحس بالسعادة الحقيقية طيلة المدة، لم أعد أرى زوجتي جميلة، مع العلم أني ملتزم ولا أنظر إلى الحرام، حتى إني لا أملك تجاهها أي مشاعر وطيلة يومي بالعمل لا أشعر لها باشتياق.
طبعا عندما ذهبت لرؤيتها (ولم ألتق بزوجتي قبل العرس إلا ثلاث مرات فقط) كان عندي بعض المواصفات في تلك المرة كانت متوفرة، لكن بعد الزواج بان كل شيء أي خدعتني، مثلا أحب الشعر الناعم ظهر العكس، لا أحب أن تلبس النظارات ظهر العكس، غير متدينة إلخ...
المهم بعد زواجي بشهرين صدقا فكرت مليا بالانفصال أو الزواج من أخرى لأني غير مبسوط، ولم تملك علي حياتي كلها حتى إني غير مبسوط أيضا في عملية الجماع، فما الحل؟
علما أنه وبعد زواجنا اكتشفت أن هناك أمورا كثيرة لا نتفق عليها، ونختلف في وجهات النظر بشكل كبير، أنا ملتزم نوعا ما، لا أريدها أن تتمكيج أمام الرجال الأجانب أو تأخذ حريتها باللبس كبناطيل مثلا، وهي غير مقتنعة، مع العلم أن لبس البناطيل والتعري أمام النساء حرام فما بالكم أمام غير المحارم.
تريد الخروج من البيت وقت ما تريد حتى لو لم أكن موجودا، الطامة الكبرى أني لم ألمس أني أهم شيء بحياتها، ترى أني غير مبسوط بعمل ما وتصر على فعله، مثلا قبل 3 أيام ذهبت إلى أختها زيارة، وهي حاسة أني لا أريدها تذهب وذهبت وتأخرت كثيرا.
دائما زهقانة، والمشكلة أني أعيش بمكان ليس لي علاقات كثيرة ولا يوجد لي أقارب بها، أهم شيء عندها اللبس والمكياج، من زواجنا أصبح علي ديون كثيرة وهي غير مكترثة، تريد كل يوم والثاني لبس شكل مكياج جديد، غير مكترثة بالديون، مع العلم جهازها من اللبس يجهز 3 عرائس.
كل شيء أرفضه سواء كان منافيا للشرع أم غيره تقول لي: لو أعرف أنك ملتزم ما وافقت عليك أصلا.. لو أعرف أنك هكذا ما وافقت! وهكذا.
لا أدري، مع كثرة المشاكل وكثرة الخلافات أصبحت أحس بفتور ملحوظ في علاقتنا وخصوصا من جهتي، وفي بعض الأحيان صرت لا أراها جميلة ولم أحس بطعم السعادة إلا بضعة أيام، وكل من حولي من زملاء في العمل أو أصدقاء قالوا لي: لماذا أنت غير مبسوط؟ كنت وأنت عزابي منشرحا أكثر حتى، أهلي في بلدي من صوتي أعتقد أنهم حاسون بالوضع.
أخيرا صدقا أصبحت لا أطيقها ولا أحبها وأتمنى الخلاص، لا أذهب للبيت إلا لأنه بيتي فقط.
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ هائم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يؤلف بين القلوب وأن يغفر الذنوب وأن يستر العيوب، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن المسلم يحرص على الارتباط بالفتاة المتدينة ويجتهد في معرفة أحوال الفتاة وأسرتها قبل الارتباط، وأظن أن ثلاث مرات كافية في معرفة المواصفات الظاهرة ولكن الأخلاق والطبائع تعرف من الجيران وعن طريق أخواتك ومحارمك، وقد تظهر لك كثير من الأشياء من خلال التعرف على أهلها من الرجال، وخاصة إخوانها وأخوالها.
ولاشك أن الأشهر الأولى فيها شد وجذب وتوترات، ولذلك فهي تحتاج لصبر وحكمة، ووضوح في الرؤية وتحديد للخطوط الحمراء التي يترتب على عدم مراعاتها زوابع وعواصف.
وكم كنت أتمنى أن تذكر لنا طرفا من الجوانب الإيجابية، فلا يمكن أن يوجد رجل أو امرأة بلا محاسن، كما أن الإشارة إلى الجوانب الجميلة يعين على تصويب الأخطاء ويوفر أرضية مشتركة عمادها الإخاء وركنها النوايا الحسنة، ومن هنا تتجلى عظمة التوجيه النبوي: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ولست أدري كيف محافظتها على الصلاة وطاعتها لرب الأرض والسماء، فإذا كانت مصلية فينبغي أن تذكرها أن الذي أمر بالصلاة هو الذي نهى عن التبرج، وهو الذي جعل طاعة المرأة لزوجها من طاعته سبحانه.
ونحن ننصحك بأن تفكر جيدا قبل أن تطلق فإن هذا الخيار بيدك لكنه خيار أخير فعليك بالصبر، واعلم أن الله قال في كتابه: ((فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))[النساء:19]، وكم من رجل بدأ حياته بالأزمات والمشاكل ثم هدأت العواصف وجاءت بعدها الخيرات، وسعد بما رزق من زوجته من الصالحين والصالحات.
كما أرجو أن تبحث عن أسباب هذا العناد من الزوجة فربما كان ذلك بتحريض زميلاتها أو ربما كان ذلك لفهم مغلوط في رأسها، وقد يكون ذلك لشر في نفسها أو لضعف في فهمها وخلل في تربيتها، وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا إصلاح العطب، ولذلك فنحن ننصحك بما يلي :-
1- التوجه إلى الله الذي يصرف قلوب عباده ويستجيب لمن دعاه.
2- الإخلاص لله فإن كلام المخلصين يصل إلى القلوب.
3- البعد عن المعاصي فإن لها شؤما وآثارا مدمرة وقد قال بعض السلف: (والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي وفأرة بيتي).
4- فتح باب من الحوار الهادئ مع هذه الزوجة لمعرفة ما يدور في عقلها وأحذركم من الصمت فإنه هدوء يسبق العاصفة.
5- تذكيرها بالله وبوجوب طاعة الزوج وتخويفها من عواقب المخالفة.
6- إقناعها بأن زينة المرأة لزوجها وحده ولا يجوز إظهار المفاتن أمام الأجانب وبين لها أنك تغار عليها ولا ترضى أن تكون مرتعا لنظرات السفهاء.
7- تخويفها من عواقب التبرج وغضب الله على العصاة، ويفضل جلب الأشرطة العلمية المفيدة والكتيبات الصغيرة إلى المنزل، وتشجيعها على الذهاب إلى مراكز التحفيظ النسائية وحضور الحلقات العلمية والدعوية.
8- ربطها بالأسر الصالحة والاجتهاد في عزلها برفق عن قرينات السوء ومن أراد صلاح زوجته فعليه أن يجتهد في منع الشريرات من زيارتها.
9- ملاطفتها وإدخال السرور عليها وتقدير ضعفها وفهم نفسياتها خاصة في أيام الحيض وبدايات الحمل.
10- الثناء على زينتها والفرح بكل بادرة تحسن وخطوة إلى الأمام.
11- إعطاؤها حقها من متعة الفراش وعدم القيام إلا بعد أن تقضي حاجتها، فإن النجاح في الفراش ينعكس على حياة المرأة إيجابيا بعكس الفشل في ذلك فإنه بسبب نفورها وعنادها وقد يؤدي لانحرافها، عيإذن بالله.
12- اختيار الأوقات المناسبة للتوجيه والنصح وأرجو ألا يكون أثناء الطعام أو قبل الجماع أو أمام الناس أو في حالة الجوع أو الغضب.
وإذا لم تثمر جميع الخطوات التي ذكرناها فعليك بما يلي:
1- اتباع الخطوات الشرعية في علاج النشوز، وقد وردت في وقوله تعالى: ((واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا))[النساء:34] والوعظ تذكير بالله وتخويف من العواقب، وأرجو أن تتذكر نظرة المجتمع إلى المطلقة وتأثر الأهل بما يحدث لها، فإن أفادت هذه الخطوة فبها ونعمت، وإلا فإننا ننتقل إلى مرحلة هجران المضجع، والمقصود به أن يكون معها في الفراش ثم يوليها ظهره وفي ذلك كسر لسلاح الإغراء الذي تستخدمه المرأة وتذكير لها بقوة الرجل الذي لا يلتفت لجمالها إذا كان غاضبا، وإذا لم تجد هذه الوسيلة فتأتي مرحلة الضرب الذي وضعت له الشريعة ضوابط وبينت أن المراد منه التأديب والتنبيه وليس الانتقام والتشويه، وهو ضرب لا يخدش جلدا ولا يكسر عظما وينبغي تجنب الأماكن الحساسة كالوجه.
وأرجو دراسة الآثار المترتبة على الضرب فإن من النساء من لا تصلح معها هذه الوسيلة لشدة حساسيتها وتأثرها بما هو أقل من الضرب، والذين يضربون ليسوا بالخيار، وما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة ولا خادما، وهنا لابد من الإشارة إلى إعجاز هذه الشريعة التي أباحت الضرب فقد تبين أن هناك نوعين من النساء لا يصلحن إلا بهذه الوسيلة، فالمرأة المتكبرة المترفعة على زوجها لا تعود إلى صوابها إلا إذا عرفت قدرها وامتدت إليها يد الزوج المؤدب، وكذلك المرأة التي تربت على الضرب في بيت أبويها أو تلك التي كانت تشاهد أمها تضرب، فإذا أثمرت هذه الوسائل فإن الله يقول: ((فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا))[النساء:34]، وهذا خطاب موجه لهواة المشاكل من الأزواج الذين يبحثون عن أي سبب لإشعال النيران ويصرون على فتح الملفات القديمة، وهذه النوعية من الأزواج يتوعدهم الجبار فيقول: ((إن الله كان عليا كبيرا))[النساء:34] فإذا دعتك قدرتك إلى ظلم زوجتك المسكينة الضعيفة فتذكر قدرة الكبير عليك.
وإذا لم تنفع تلك الخطوات فإن القرآن يدلنا على الخطوة التالية وهي الواردة في قوله تعالى: ((فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا))[النساء:35]، ولعلنا نلاحظ هنا أن القرآن حرص على اختيار حكم ولم يقل رجل وذلك حتى تتوفر فيه شروط العدالة والعلم والأمانة والإخلاص ثم حدد المهمة فقال: ((إن يريدا إصلاحا))[النساء:35]، وهذا دليل على أهمية النوايا الحسنة والرغبة في الخير والحرص على صيانة الأسرة من الخراب فإنه لا يفرح بالطلاق والفراق إلا عدونا الشيطان.
ويمكنك قبل هذه الخطوة أن تذهب بها إلى بيت أهلها وتتركها أياما حتى تعرف قيمة الزوج لأن البنت إذا تعودت مملكتها يصعب عليها أن تعيش في بيت تكون فيه واحدة من الرعايا، وأنت أيضا سوف تلاحظ الفرق وربما قلت في نفسك: (هذه المرأة رغم مشاكلها فإنني لا أستطيع أن أعيش بدونها).
وإذا لم تنفع هذه الحلول كلها، وكان لابد من الفراق فينبغي أن يكون بإحسان لقوله تعالى: ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))[البقرة:229]، وهو الفراق الذي لا تعقبه مشاكل ولا فضائح، وأرجو أن تكون طلقة واحدة حتى لا نغلق خطوط العودة إلى الصواب.
ونسأل الله أن يصلح بينكما وأن يردها إلى رشدها وصوابها وأن يثبتنا جميعا على طاعته.

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات