السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم، وحفظكم الله ورعاكم على كل مجهوداتكم.
أما بعد، أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، منذ 9 أشهر أحسست بضيق في التنفس مع بداية انتشار مرض كوفيد19، فذهبت عند أخصائي تنفس، قال إنها حالة قلق وتوتر، فوصف لي دواء ماغنزيوم وفيتامين، وأحسست براحة بعد مرور أيام، ثم أصبت بنفس الحالة قبل شهرين بسبب موت خالتي، وذهبت لطبيب عام، وأخبرني بنفس الشيء ووصف لي نفس الدواء، بالإضافة إلى مهدئ، ومرت أيام وشفيت، لكن بعد مرور شهر ماتت جدتي، وبعد مرور ثلاثة أيام أصبحت حالتي متدهورة جدا، وأصبت بضيق، وكتمة في الصدر، وانقطاع في التنفس، وقمت بأخذ الدواء، ولكن الحالة ما زالت مستمرة قد أتحسن قليلا، ثم تعود الضيقة.
أصبحت أشعر بكتمة وضيق، ووخز في القلب، وقد تتنمل يدي بعض المرات، وتزداد الحالة خاصة في المساء، لكن عندما أرتاح أنام جيدا، والحمد لله أقرأ القرآن، وخاصة سورة البقرة وأصلي -الحمد لله- وأعمل الرقية الشرعية، وأشرب الدواء، لكن لا يوجد تحسن مستقر، يأتي الضيق، ثم يذهب، ثم يعود، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أذهب إلى طبيب نفسي أم لا؟ وأطلب من الله الشفاء لي ولجميع المرضى، وبالله التوفيق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم كمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى الرحمة لموتاكم وموتانا وجميع موتى المسلمين.
الحالة التي تعاني منها هي حالة قلق مخاوف من الدرجة البسيطة، وأعراضك الجسدية تطابقت مع ما هو شائع من الأعراض التي تأتي للذين يصابون بالكوفيد 19، وهذا نوع من التماثل أو التماهي مع الوضع الذي يمر به الناس، مع وجود هذه الجائحة، نسأل الله أن يصرفها، والذي يظهر لي أنه في الأصل لديك قابلية لقلق المخاوف، وبعد ذلك طبعا جاءت الأحداث الحياتية التي لا نقلل من شأنها، وهي موت خالتك وكذلك جدتك، نسأل الله لهما الرحمة.
أنا أريدك أن تنظر إلى الأمور بشيء من التدبر والتأمل في هذه الأعراض، ويجب أن تعتبرها أشياء عارضة في الحياة وليس أكثر من ذلك، وفكر في هذه الجائحة أنها أمر قد أصابت العالم كله، فإذا يجب ألا نعطيها الخصوصية الشخصية، إنما نعطيها الخصوصية الجماعية، نعم نهتم بشأن الناس ونحاول أن نطبق التعليمات الصحية المطلوبة لمواجهة هذه الجائحة؛ لأن ذلك يعتبر مساهمة من الإنسان للحفاظ على نفسه وعلى الآخرين. هذا حقيقة مهم من الناحية السلوكية والنفسية.
والأمر الآخر: أريدك بجانب اجتهاداتك في واجباتك الدينية، وهذا أمر طيب، نسأل الله تعالى أن يتقبل منك، أريدك – يا أخي – أيضا أن تلجأ لأساليب علاجية أخرى، ويأتي على رأسها ممارسة الرياضة، رياضة المشي أو الجري، على الأقل لمدة ساعة بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، هذا مهم جدا، الرياضة ترتقي بالصحة النفسية، وهي من العوامل الرئيسية لعلاج التوترات والقلق النفسي والمخاوف.
أيضا تمارين الاسترخاء مهمة، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم إرخائها وإطلاقها، نحن دائما ننصح بها؛ لأن قيمتها العلاجية عالية جدا، خاصة إذا طبقها الإنسان بتأمل وتدبر وانتباه وبنوع من الاستغراق الذهني الإيجابي؛ سيجدها مفيدة جدا، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها وتطبيق الإرشادات والتوجيهات التي الموجودة بها.
بصفة عامة: أريدك أن تكون شخصا إيجابيا، تركز على دراستك، تحسن إدارة وقتك، هذا كله مهم.
أنا أعتقد أنك تحتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، فإن ذهبت إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد، من أفضل الأدوية التي يمكن أن تتناولها عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام)، دواء سليم وفاعل، أنا يمكن أن أصف لك الجرعة، تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تتناول عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.