السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة مخطوبة، وخطيبي في بلد آخر، وتم الاتفاق على عقد القران بعد ٧ أشهر، نتحدث بالهاتف، وأحيانا يقول لي كلاما يشعرني بالإثارة وأستمتع بهذا، ولكني أطلب منه التوقف، ولا يتوقف، ولم يحدث أي تجاوز غير هذا في الهاتف، أريد عدم التحدث معه بهذه الطريقة، وأتوب إلى الله، ولكن عندما يتحدث لا أشعر بنفسي، فماذا علي أن أفعل حتى لا أغضب الله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- أنت لا زلت مخطوبة على هذا الشاب، ولم يعقد قرانه عليك للآن، وهذا يعني أنك لا تزالين أجنبية بالنسبة له، وكونه خطيبك لا يبيح لكما الاستمرار في الكلام العادي فكيف بالكلام المثير للشهوة؟! فهذه الخطوبة يمكن أن تنفسخ لأي سبب من الأسباب، فكيف سيكون حالك فيما لو حصل ذلك، فيجب أن تتوقفي عن الحديث معه سواء رضي أو لم يرض، فهذه معصية تغضب الله تعالى، ونخشى أن يفرق الله بينكما بسبب هذه المعصية، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
احذري من الاستمرار بذلك؛ لأنه يخشى أن يكون يختبرك ليتعرف على مدى تقبلك مثل هذا الكلام، وربما قذف الشيطان في قلبه أنك تفعلين هذا مع غيره، فهو يعرف أنك لا تزالين أجنبية بالنسبة له، يجب أن تكوني صارمة في عدم السماح له بالتحدث معك، فإذا تم العقد جاز لكما الحديث بما شئتما، ولو بقيت تتحدثين معه سيجرك إلى ما لا تحمد عقباه، فالفتاة ضعيفة في هذا الجانب فقد تستسلم للكلام العاطفي، وسكوتك هو الذي جرأ خطيبك للكلام المثير للشهوة.
التوبة إلى الله تعالى لا يزال بابها مفتوحا، ومن شروطها الندم على ما فعلت، والإقلاع عن الذنب، والعزم على ألا تعودي مرة أخرى، ولو أراد أن يطمئن على صحتك فبرسالة كتابية، وتردين عليه كتابة فقط أنك بخير، ولا تزيدين على ذلك، لكن إن وجدت نفسك ستضعفين في هذا الجانب فلا تفتحي له هذا الباب.
نوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فبذلك تستجلبين الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) وأشغلي أوقاتك في الطاعات من صلاة وتلاوة للقرآن، وكل عمل دنيوي مفيد كقراءة الكتب، ولا تتركي مجالا للفراغ؛ لأن ذلك قد يجرك مرة أخرى للتحدث معه.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.