السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مررت بفترة في حياتي قد هداني الله فيها إلى صراطه المستقيم، وقد استقمت فصرت أحاول أن أصلي الصلاة في ميقاتها، وقد توقفت عن قول الكلام البذيء، وسبحان الله أصبحت أفضل بكثير في حياتي، خاصة في المستوى الدراسي، لكن في يوم من الأيام في أحد مواقع التواصل وجدت بأن فتاة قد راسلتني للتعارف، هنا قمت بخطأ، وهو أنني لم أسأل نفسي إن كان حديثي معها سيرضي الله أم لا، فتحدثت معها أياما حتى تعلقنا ببعضنا، بعدها سألت نفسي ما إن كان حديثي معها دون سبب وجيه حرام، أم لا، فرأيت فتوى في هذا الموقع تقول بأن علي أن أتوقف حالا عن مراسلتها، فالذي فعلته هو أنني قلت لها: علينا التوقف عن مراسلة بعضنا، وقلت لها: بأنني سأحظرها من الموقع، فتوسلت لي بأن لا أحظرها، لكنني قلت: لا، وحظرتها، ولم أراسلها منذ حولي 3 أيام.
سؤالي هو: هل ما قمت به صائب ويرضي الله أم أنني أخطأت؟ لأنه دائما يراودني شعور أنني أخطأت في حقها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قصي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك -أخي العزيز- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
- بداية: نحمد الله تعالى الذي وفقك إلى التوبة والاستقامة، وأحيي فيك حرصك على تجنب ما يغضب الله، والسؤال عما يهمك في دينك.
- ومن جانب آخر لقد أحسنت بكونك قطعت التواصل مع تلك الفتاة التي تعرفت عليها؛ لأن هذا التواصل مما حرمه الله؛ لأنه من الخلوة الذي يكون ثالثكما الشيطان؛ ولأنه يؤدي إلى الانجرار إلى ما هو أسوأ، وبعض الفتيات ليس لهن عمل إلا العبث، وما فعلته بقطع التواصل معها من رضا الله وموافق لما جاء في شريعتنا الغراء، وهو عين الصواب، ولا داعي للشعور بالندم، بل احمد الله الذي وفقك إلى ترك هذا الفعل المشين، وعصمك من الوقوع في الفتنة.
وها قد عرفت خطورة مواقع التواصل فانتبه لها، وقنن وقتك ودخولك فيها، فهي بالإضافة إلى أنها أصبحت بابا من أبواب العلاقات عند البعض ونوعا من العبث، أيضا تستهلك الأوقات الكثيرة، وقد تحرم الإنسان الإنجاز والتركيز على ما ينفعه؛ نظرا لاندماجه وانشغاله بمواقع التواصل؛ فينتبه بعد سنوات على نفسه أنه لم يتقدم ولم ينجز، وأن أقرانه ربما فاقوه، ثم لا تنس أن تستخدمها الاستخدام الحسن، لتترك بصمة طيبة يأجرك الله عليها.
وفقك الله لمرضاته.