السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، كان دائما يراودني حلم دراسة علم النفس؛ ولكن شاء الله ولم أحظ بها، وانضممت إلى كليه دراسات إنسانية - قسم جغرافيا- جامعة الأزهر، وتخرجت منذ عامين، ومنذ تخرجي وأنا أبحث عن أي مدخل للدراسة مرة أخرى في علم النفس، وانضممت بالفعل إلى دبلوم في علم النفس التربوي في نفس الجامعة.
أنا أعشق علم النفس، ويثيرني كل ما يتعلق به، لقد وقعت في حبه، ولكن فعليا منذ أن التحقت بالدراسة في الدبلوم وأنا لا أذاكر، ولا أهتم بحضورها، بالرغم من حماسي الشديد؛ لكن لا يترجم هذا الحماس في أفعال واقعية.
لا أعرف لماذا أحاول إرغام نفسي على المواظبة والحضور لكني أفشل! كيف أستعيد حماسي مرة أخرى، أو أحوله إلى واقع، وأستعيد شغفي بعلم النفس؟
أريد أن أبدع وأحقق نجاحا؛ ولكن لا أعلم كيف؟ فأنا أعمل ست ساعات في اليوم مناوبة مسائية، وأقوم بأعمال البيت في الصباح، علما أني غير متزوجة، ولكن عندي التزمات أخرى، فأنا أحاول أن أحيطكم بظروفي لكي تكون الإجابة. وافية وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك
غاليتي مريم، غياب الشغف والحماس لديك يرجع إلى عدة عوامل، أهمها: ضيق الوقت، وغياب التخطيط، والإرهاق البدني، والعجز عن إنجاز مهامك المتنوعة؛ مما يسبب لك الإحباط الكبير؛ لذلك إن أردت بإسترجاع شغفك وحماسك اللذين فقدتيهما؛ عليك أن تبدئي بتحسين حالتك النفسية؛ لما له من دور كبير في استمرارك في تخصصك والنجاح فيه، لذا الخطوة المهمة هي برمجة عقلك الباطني، وذلك بالتفكير بطريقة إيجابية ومتفائلة، كأن ترددي العبارات الإيجابية بحق نفسك وأن بإستطاعتك تعلم ما تردين وبنجاح، ورغم بعض المسؤوليات التي على عاتقك، فغيرك الكثير من الطالبات اللواتي استطعن أن يوفقن بين العمل المنزلي والمهني والدراسة، ومنهن من مررن بنفس ظروفك العائلية التي ذكرتها في استشاراتك السابقة.
وأيضا منهن من كن متزوجات وأمهات ونجحن بتفوق ممتاز، ولدينا الكثير والكثير من الحالات الواقعية التي تشهد على ذلك؛ لأن الأمر أكثر ما يتطلب هو الثقة التوكل على الله والإرادة القوية وبذل الجهد.
وحتى تسترجعي ذاك الحماس الذي يملؤك: اشحني طاقتك، وفكري بحلمك الذي كنت تحلمين به منذ سنوات عديدة، ولحظة نجاحك وتفوقك ووصولك إلى المركز الذي كنت تتمنينه، عيشي هذه المشاعر المفرحة، وتخيلي الإمكانات اللامحدودة التي ستكون متاحة لك في حياتك.
اسعي دوما لمعرفة المزيد عن اختصاصك، اقرئي وابحثي عن معلومات إضافية عنه، هناك برامج كثيرة تتحدث عن علم النفس التربوي، تابعيها، واستمعي لمحاضرات ومناظرات متعلقة بهن؛ فذلك يزيد حماسك وحبك.
لا بد من تنظيم وقتك، ووضع خطة لأهدافك وأعمالك، ووضع جدول زمني لها؛ فذلك سيساعد كثيرا على تحقيقك لها؛ مما يجعلك تسترجعين ذاك الدافع والحماس اللذين كنت تتمتعين بهما، وكلما حققت نجاحا زادك ذلك سعادة وحماسا ورغبة في الاستمرار، والعكس صحيح.
ولا تنسي أن تضعي في جدولك وقتا للراحة والاستمتاع والنزهات؛ فالإرهاق البدني قد ينتج عنه معظم الأحيان الاكتئاب الدراسي والإحباط؛ لأن عملية التعلم تعتمد بشكل أساسي على القدرات الذهنية، والنشاط العقلي الذي يمتد طاقته من طاقة الجسم؛ لذلك من الضروري جدا أن تحرصي على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والنوم الوافر؛ لأن عدم أخذ حاجتك من النوم المطلوبة تخفف لديك القدرة على التركيز والاستعاب؛ مما يؤدي إلى شعورك بالإحباط والتراجع، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية والمشي؛ فذلك سيخفف لديك التوتر وسيزيدك طاقة ونشاطا وحيوية وراحة نفسية.
وخير ما أختم به كلامي: تقربي من الله -عز وجل- بالصلاة والصوم، وفوضي أمرك إلى الله، واعلمي أنه لا يصيب الإنسان إلا ما كتب الله له، يقول الباري: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
جعلك الله من أهل الجنة، ووفقك في حياتك العلمية والعملية.
يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.