السؤال
السلام عليكم.
قبل فترة أرسلت لكم أنني هلعت بعدما شربت دواء لألم الرأس أكثر من المطلوب (أي شربت حبات أكثر من المطلوب)، مما جعلني أوسوس، وقلتم لي بأنني مصاب بالوسواس القهري.
الحمد لله بعد فترة من الزمان، وبعد ذهابي لطبيب نفسي وأعطاني الدواء؛ ذهبت الوساوس.
ولكن أصبحت أخاف أن أدخل مواقع التواصل الاجتماعي؛ خوفا من قراءة أخبار سلبية قد ترجع لي الوسواس، وأصبحت الأخبار السلبية أكثر التصاقا في عقلي من الأخبار الإيجابية.
ولقد نسيت كيفية طريقة التفكير السليمة، وأصبحت أشعر بأن الوقت طويل، وألوم نفسي على أتفه الأسباب، وللأسف لا أعرف كيفية الخروج من عقلية المريض إلى عقلية الشخص الطبيعي.
الكثير من الأحيان أشعر بأن أفكاري ترجع للأفكار الوسواسية؛ مما يجعلني أفقد تركيزي، فماذا علي أن أفعل من أجل الخروج من دائرة المريض؟
أتمنى أن تساعدونني، وأتمنى إعطائي بعض الطرق لمنع الوساوس من جديد.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جلسات العلاج المعرفي السلوكي تتم في عدة جلسات، وليس في عجالة، وعموما فإن الفكرة الأساسية في العلاج تعتمد على طريقة تلقي المريض للفكرة الوسواسية، وتعتمد أيضا على منطقة الأفكار، أي يجب جعل الفكرة منطقية لكي يتقبلها العقل دون تهويل أو تهوين.
فمثلا الطرق على الباب ليلا قد يفسر على أنه القط أو كلب عاد ليطرق الباب من جديد، فتغضب قليلا ثم تعود إلى النوم، وقد يفسر على أنه شريكك في السكن فتفرح وتغمرك السعادة، أو تظن أن لصا جاء بغرض السرقة فتشعر بالخوف، ولهذا فإن فكرة واحدة قد تشعرك بالغضب والفرح والخوف في آن واحد، والمهم هو عدم قضاء وقت طويل في تفسير الفكرة، بل المنطق أن تحول الفكرة إلى منطق قابل للتطبيق.
ومن بين الأفكار الوسواسية التي تسيطر على المريض هو فكرة التلوث من المراحيض العامة، وقد يغسل المريض يديه عشرات المرات خوفا من الجراثيم والموت، ويقوم المعالج بوضع يديه مع المريض في حوض غسل الأيدي، ويثبت له بالدليل عدم وجود العدوى التي يخاف منها، والدليل عدم إصابة المعالج أو المريض بالجرثومة المفترضة.
ولذلك فإن الوسواس القهري هو مجرد فكر وما ستتعلمه في جلسات العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري هو أن المشكلة ليست الأفكار نفسها بل كيفية تعامل الناس مع هذه الأفكار في المقام الأول هذا بالطبع، بالإضافة إلى الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ ومنها الكثير، يمكنك من خلال زيارة الطبيب تناول إحداها على أن يتم ذلك لعدة شهور وليس لأسابيع؛ مما يساعد في الشفاء.
ويمكنك أيضا العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي، أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب، والدعاء، والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.
وفقك الله لما فيه الخير.