السؤال
االسلام عليكم.
أنا شاب، أبلغ من العمر 30 عاما، أعاني منذ صغري من ضعف في الشخصية، ومن رهاب اجتماعي عرقل حياتي وجعلني ضعيفا في عيون الآخرين، والسبب تجارب سلبية من حياتي، صرت أكره الاجتماعات، وأتجنب الناس، وانطوائيا، وعندما أتكلم أتلعثم وأتوتر، ولدي صعوبة في النطق، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، حتى أنني لا أقدر أن أعبر عن نفسي، فأنا خجول جدا، وطيب جدا لدرجة أنهم يستغلونني من طيبتي الزائدة، وصامت دائما، وأحيانا أتحدث مع أشخاص بثقة، وبعض الأحيان أتحدث بتوتر خصوصا عندما أنظر إليهم، وأيضا عندما ينتقدونني أتأثر كثيرا، فشل في العمل، وفشل في الارتباط، ولم أستطع أن أبني صداقات، أو أتخذ القرارت، وأيضا أعاني من الغضب المستمر، حيث التفكير في الماضي.
ازدات حالتي عندما هاجرت إلى أروربا، كنت أظن أنني سأبدأ من جديد، وأكون واثقا من نفسي، ولكن دون جدوى، أصبح الأمر يزداد سوءا، مثلا: كنت ولا زلت أسكن في مجمع سكني فيه مختلف الأطياف والأجناس، وكنت أريد أن أكون اجتماعيا وأن أبدأ من جديد، ولكن تأتيتني الحالة مرة أخرى، أحاول ثم أحاول ولكن دون جدوى.
كانوا يسخرون مني؛ لأنني لا أتحدث مع النساء، أو لأنني أستحي، ويقولون عني أنني لست برجل، أو غير طبيعي، وأغضب كثيرا، ولكن لا أستطيع أن أرد عليهم، والناس الذين يسكنون معي في مجمع سكني يرونني مجنونا ويشفقون علي.
تأتيني حالات من الكسل، والسرحان، والشك، وقلة في التركيز، وخوف، وأنني أعيش بلا هدف، ومزاجي، علما أن لدي حالة الاكتئاب منذ سنة ونصف، ولا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي بسبب عدم توفر المال، فهل يوجد علاج لي؟ فهل أستطيع أن أعالج نفسي بنفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فارح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك أخي العزيز ما يعرف بالرهاب الاجتماعي أو (social phobia)، وهو حالة نفسية متعددة الأساب قد تنشأ في الطفولة بسبب سواء معاملة أحد أفراد الأسرة، وبسبب تنمر الأطفال في المدرسة، وبسبب جهل الكثير من الناس في التعامل مع الأطفال، مما يؤدي إلى فقدانهم الكثير من الثقة بالنفس، وقد يكون هناك عاملا وراثيا إذا تبين وجود أحد من أفراد الأسرة أو أكثر يعاني من نفس المشكلة.
والرهاب أو الخوف الاجتماعي يمنعك من ممارسة حياتك الطبيعية مما يؤدي إلى تجنبك المواقف التي يعتبرها كثير من الناس مواقف عادية، مثل: التحدث مع الآخرين، وربما تعجز عن إدراك كيفية تعامل الآخرين معها، وتتجنب جميع أو الكثير من المواقف الاجتماعية، ستتأثر علاقاتك الشخصية مع فقدان الثقة بالنفس، وزيادة التفكير السلبي، الإحباط، والحساسية من الانتقاد، ضعف المهارات الاجتماعية.
وفي حال عدم القدرة إلى زيارة الطبيب يمكنك الدخول إلى بعض المواقع العلمية والطبية للدعم النفسي، وهناك موقع باللغة الإنجليزية يسمى (Social Anxiety.com) خصوصا إذا كنت ملم باللغة الإنجليزية، وهناك موقع باللغة العربية يسمى جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، هذا الموقع يعنى بالاستشارات النفسية، وفيه الكثير والمفيد لك -إن شاء الله-.
ولا مانع من تناول حبوب (إندرال 20) مج مرتين في اليوم للحد من تسارع نبض القلب لعدة أسابيع، ويمكن بعدها تقليل الجرعة إلى 10 مج مرتين لعدة شهور، ومن أفضل الأدوية التي تعالج أمراض الخوف المرضي والخوف من الموت والهلع والتوتر والقلق حبوب (cipralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
وهناك بديل جيد وهو كبسولات (بروزاك prozac) التي تؤدي نفس الغرض وأقل في الثمن، ويمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.
مع ضرورة ضبط مستوى فيتامين (D) من خلال أخذ حقنة فيتامين (D3) جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (
D3) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين (C) واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.
وفقك الله لما فيه الخير.