السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السادة الكرام: أنا متزوج منذ أكثر من 16 سنة -والحمد لله- حياتنا مستقرة، وهناك تفاهم ومودة بيني وبين زوجتي، أعاملها بما يرضي الله، لم أتذكر مرة واحدة أني أسأت معاملتها أو أقدمت على أي فعل يجرح مشاعرها طوال مدة زواجنا.
لقد ابتليت زوجتي بالفشل الكلوي منذ أول زواجنا، أكرمني الله -سبحانه وتعالى- برعايتها والوقوف بجانبها حتى تمت عملية زراعة الكلى -والحمد لله- الحالة مستقرة.
لاحظت بعد الزراعة أن هناك فتورا واضحا في العلاقة الزوجية، تحملت كثيرا واحتسبت، وقرأت كثيرا لكي لا أظلم زوجتي، ووجدت أن الأدوية التي تتناولها تؤثر على الرغبة في العلاقة! أنا الآن لم أعد أحتمل، وأصبح هذا الاحتياج يؤرقني ويؤثر على حياتي، فكرت جديا في الزواج بأخرى ولكني لا أريد أن أجرح مشاعر زوجتي.
أريد النصيحة، هل أصبر وأتحمل -بالرغم من صعوبة التأقلم ومخافة الوقوع فيما يغضب الله- أم أتزوج بأخرى؟
شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- ونسأل الله أن يكتب أجرك على إحسانك لزوجتك، وأن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:
اعلم -أخي الكريم- أن التعدد جائز في الإسلام، ولو لم يوجد سبب، وأما إذا وجد السبب فيصبح أمرا ملحا، خاصة مع مرض الزوجة وعدم قدرتها على الوفاء بما تحتاجه منها، وخوفك من الوقوع فيما حرم الله، فعند ذلك فالتعدد هو الخيار الأنسب والأصلح، ويكون الجمع فيه بين رعاية الزوجة الأولى، وتلبية حاجات الزوج من الزوجة الثانية.
- وأما خوفك من جرح مشاعر الزوجة، ولعلها لا تقبل بالأمر، وهذا متوقع، وغالبا أنه يحصل؛ فالذي ننصحك به لتجاوز هذا الأمر هو خياران:
الأول: بعد الاستعانة بالله والدعاء يمكن أن تعرض أمر التعدد على الزوجة إن رأيت أنها لن تمانع، بل ويمكن ترغبك فيه، فإن تم هذا فالحمد لله، وإلا انتقلت إلى الخيار الثاني.
الثاني: أن تتزوج سرا دون علمها، وبعد فترة من الزمن يمكن أن تجد سبيلا إلى إخبارها بالأمر، ولا شك أنها ستغضب ونحو ذلك، ولكن ذكرها بالله وأن هذا مباح لك، وذكرها بأنك أردت أن تخفف عنها أعباء الحياة الزوجية، وذكرها أني إن لم أفعل هذا أخشى على نفسي من الوقوع في الحرام وأنت لا ترضين لي بهذا، وقدم لها هدية مناسبة حتى تهدئ من نفسيتها.
وفقك الله لمرضاته.