السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة منذ مدة في نطق الحروف في الصلاة، وهي مشكلة في نطق الدال فهي: أغلب الأحيان تخرج تاء، ومهما حاولت أن أخرجها دالا، فإن ذلك يستعصي علي، ويأخذ مدة طويلة في الصلاة، فتأخذ مني ٢٠ دقيقة أو أكثر، وقد لاحظت أني أقرأها تاء أيضا في الجهر.
فما حكم صلواتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أن تستغرق الصلاة منك عشرين دقيقة حقيقة استهلاك للوقت بصورة غير صحيحة، فربما يكون لديك أصلا وساوس، وصعوبة نطق حرف الدال أثناء الصلاة هو جزء من هذا التردد الوسواسي.
فأنا أنصحك أن تصلي مثلا مع والدتك أو أخواتك، احرصوا على أن تصلوا جماعة، هذا مهم جدا. والأمر الآخر هو: أن تحقري فكرة أنه سوف يأتيك صعوبة في نطق الدال في أثناء الصلاة، لأن هذا الأمر أمر مكتسب، وأمر مرتبط بمكان معين وزمان معين وأوضاع معينة.
فتحقير الفكرة وعدم استباق الوسوسة لصلاتك أمر مهم جدا، بمعنى أنه يجب ألا تفكري أنه سوف يحدث لك في الصلاة هذا الأمر دائما، هذا أمر مهم جدا.
الأمر الثاني هو: أنصحك أن تنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، وهي الحمد لله في قطر منتشرة، وقطعا سوف تتعلمين بصورة أفضل مخارج الحروف ونطقها، ويمكن لمعلمة القرآن أن تركز على نطق الدال، وهذا إن شاء الله تعالى يسهل عليك كثيرا.
وتوجد أيضا برامج كثيرة على اليوتيوب، الدكتور أيمن السويدي وبقية المشايخ ما شاء الله يتكلمون عن التجويد باستفاضة وعلمية كبيرة جدا، فيمكن أن تستفيدي أيضا من هذه البرامج.
وأريدك أن تحددي وقتا للصلاة، كنوع من العلاج لقطع الطريق أمام الوساوس وتحرصي على أن تلتزمي بهذا الوقت، بشرط ألا يخل بخشوعك في الصلاة، لأن الخشوع في الصلاة مهم جدا.
وأريدك أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، مهمة جدا، لأن القلق يلعب دورا في هذا النوع من الوسوسة، والاسترخاء ضد القلق. توجد أيضا برامج على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.
طبعا إذا ذهبت إلى أخصائي النطق أيضا في قسم التخاطب في مؤسسة حمد الطبية، سوف يقدم لك المختص أيضا الكثير من الإرشاد.
نصيحة أخرى، وهي: أن تقومي باختيار خمسين كلمة تبدأ بحرف الدال، وتقومي بنطقها بصوت عالي، وتسجلي ما سوف تقومين بنطقه، ثم تعيدي الاستماع إليه، وفي كل مرة سوف تجدي أن هنالك تحسنا كبيرا. أدخلي هذه الكلمات التي اخترتها في جمل، وأيضا قومي بتفحصها والاستماع إليها، وسوف تجدي أن نطقك أفضل مما يكون.
هذه نصائحي لك، ولا أراك محتاجة لأي علاج دوائي، وقد أفادك أيضا الدكتور مراد القدسي – جزاه الله خيرا – لما يجب أن تقومي به حيال هذه المشكلة، وأن صلاتك الحمد لله تعالى ليس هنالك ما يخل بها أو يبطلها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تم الإجابة على سؤالك من قبلك الدكتور: محمد عبد العليم - استشاري أول طب نفسي وإدمان-.
تليها إجابة الدكتور: مراد القدسي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك أختي الكريمة، ونسأل الله أن يمن عليك بالصحة والعافية، والجواب على ما ذكرت:
- إذا كان هذا العسر في النطق طرأ عليك حديثا، ولم يكن من قبل لديك، فالأمل في الخلاص منه ممكنا بإذن الله تعالى، ويمكن تعرضي نفسك على طبيب مختص.
- وأما إذا كان تغيير النطق في القراءة في الصلاة سواء في الجهرية أو السرية، فصلاتك صحيحة؛ لأنك لم تخلي بركن، أو شرط فيها، ولأنك لا تقدرين على نطق حرف "الدال" بشكل صحيح، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا ينبغي أن تتأخري في الصلاة كل هذا الوقت الذي ذكرت، لأن هذا تضييع الوقت من غير جدوى.
- أرجو أن تقرئي على نفسك الرقية الشرعية، من قراءة الفاتحة وآية الكرسي، والمعوذات وآيات الشفاء الواردة في القرآن صباحا ومساء فالرقية لها أثر بالغ في الشفاء بإذن الله تعالى مع ضرورة الأخذ بما يوصي به الطبيب.
وفقك الله لمرضاته.