أعاني من قلق واكتئاب من الأعراض الجسدية كيف أتخلص منها؟

0 23

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت منذ نحو 5 أشهر، عندما أحسست بإرهاق في العمل، مع ألم في يسار الصدر والذراع الأيسر، فقام طبيب العمل العام بعمل تخطيط للقلب، وقال لي: إن تخطيط القلب ليس جيدا، ويجب زيارة أخصائي قلب، منذ ذلك اليوم دخلت في دوامة من القلق والاكتئاب، وقمت بزيارة أكثر من أربعة أطباء قلب، قاموا بعمل تخطيط وإيكو، وأكدوا كلهم أن قلبي سليم.

قمت بعمل جميع التحاليل الضرورية، وكلها سليمة، الآن أحس بدوخة شديدة مع صداع خلف الرأس، وألم في الجانب الأيسر للقلب، كما أعاني من ارتفاع الضغظ عند زيارة الطبيب، وتكون مقبولة في المنزل، حياتي انقلبت رأسا على عقب، وأصبحت أعاني من وسواس مرض القلب والضغط، وأشك حتى في مستوى الأطباء الذين قاموا بفحصي.

تحولت من شخص طموح متفائل وناجح في عمله إلى شخص كئيب ومتشائم، وكل الهم القراءة عن الأمراض والأعراض التي أعاني منها، يرجى المساعدة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أظن أن لديك مشكلة في القلب، أولا لأنك في بداية الثلاثينات من العمر، ولأنك لست مريض قلب في السابق، ولأن الألم الذي تشعر به مرتبط بالألياف العضلية بين الأضلاع، وليس للقلب علاقة بذلك.

ألم القلب ليس في يسار القلب كما يظن الناس، ولا يستمر لعدة ساعات، ولكنه يحدث في الغالب عند كبار السن ممن يعانون من ارتفاع الكوليستيرول والضغط لسنوات، ويعانون من السمنة والتدخين والسكر.

الألم يكون خلف عظمة القص أو عظمة القفص الصدري، وليس على جانب الصدر، ويحدث الألم لعدة دقائق ثم يختفي ويتكرر ولا يستمر مدة طويلة، وعمل تخيط للقلب نجد تغيرات يقرؤها ويفهمها الطبيب، والإيكو يؤكد ذلك.

قياس ضغط الدم الطبيعي في حدود 120 / 80، أو أقل وقد يرتفع قليلا في حال التواجد داخل المستشفيات والعيادات، بسبب الخوف والتوتر، ويسمى ذلك الارتفاع white coat hypertension أي ارتفاع ضغط الدم بسبب الخوف من الأطباء والمستشفيات، ويفضل أن تقتني جهازا لقياس الضغط أو تستعين بممرض لقياس الضغط في المنزل، لتجنب حالة الخوف والتوتر التي تعتريك أثناء التواجد في العيادات الطبية.

الخوف المرضي وكثرة القراءة عن الأمراض وتطبيقها على نفسك يولد لديك حالة فوبيا، ونوبات توتر وهلع، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لعمل عدة جلسات، تسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، أي معرفة طبيعة المرض وكيفية التعامل معه.

لعلاج حالة الخوف المرضي يمكنك تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

مع أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال تناول كبسولات فيتامين D3 الإسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لعدة شهور، مع تناول مكملات غذائية مثل حبوب الكالسيوم، والماغنسيوم الضرورية لكافة العمليات الحيوية في جسم الإنسان، مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ليلا، مدة لا تقل عن 6 ساعات، ونوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، وسينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة، إن شاء الله.

ننصح بممارسة رياضة المشي، والانخراط في الحياة الاجتماعية المحيطة، والتواصل مع الآخرين، مع أهمية أداء الفروض والاجتهاد في النوافل والصدقة، لأن كل ذلك يحسن من مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وبالتالي يساعد في علاج الكثير من الأمراض النفسية، مثل الخوف المرضي والتوتر والهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات