تعبت من هذه الحياة..فما السبيل للخلاص من همها؟

0 46

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في مقتبل العمر، لكن تعبت من هذه الحياة، فصرت أطلب من المولى أن يأخذني إليه عاجلا غير آجل.

أعلم أن هذا منهي عنه، لكن ما عدت أطيق، حتى إنه في بعض الأحيان توسوس لي نفسي بأن أنهيها بنفسي، لكن أخشى غضب المولى علي، فأعود للاستغفار والتضرع بالدعاء، لكن لم تعد لي رغبة في هذه الحياة، وأصر على أن أدعو الله عز وجل بأن يريحني من هذه الحياة، فهل أنا آثمة؟ فو الله لقد هد التعب فؤادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يفرج همك، والجواب على ما ذكرت:

- لا شك أن الحالة التي وصلت إليها لها أسباب جعلتك تفكرين بهذه الأفكار السلبية، ولكنك لم تذكريها لنا حتى نشير عليك بما هو مناسب.

- الذي أحب أن أنبهك عليه أنه لعلك تعانين من فراغ أو ضعف في الإيمان، ومعاص أو هموم ومشكلات، أو وسواس قهري، وكل هذه الأمور لها حل ممكن ويسير، والذي أوصيك به الآتي:

- كوني مع الله بطاعته وذكره يكن معك بتفريج همك وصلاح حالك.

- الحياة طبيعتها هموم ومشكلات، وينبغي التغلب عليها بالاستعانة بالله، والأخذ بالأسباب في دفع المشكلات.

- أكثري من الدعاء، ومن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن الله سيذهب عنك ما تجدين.

- إذا كان لديك وسواس يدعوك إلى التخلص من الحياة، فلا بد أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي، ومع ذكر الله والاستعاذة من شر الوسواس، وقطع التفكير السلبي، وقراءة أذكار الصباح والمساء يذهب عنك ما تجدين.

- التفكير في الانتحار خسارة الدنيا والآخرة، وهذا تفكير لا ينبغي أن تفكر فيه الفتاة المسلمة؛ لأنه من الجزع وعدم الصبر ومن اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وفقدان الأمل في صلاح الدنيا، وهذا ليس حلا أبدا لمشكلتك، إنما هو سيكون عليك غضب الله وسخطه في الآخرة، إن فعلت هذا، ومع هذا يظهر أن لديك أملا في تغيير حياتك، ولهذا فإنك ترجعين إلى الله تعالى وتستغفرين، دعي هذه الأفكار؛ لأنها من إيحاء الشيطان لك؛ ولأنها ليست حلا لمشكلتك.

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" رواه أحمد، ولهذا إذا أصلحت من حالك وعدت إلى رشدك وقمت بممارسة حياتك الطبيعية مثل سائر المسلمات كانت حياتها طيبة، وقد نهى النبي صلى الله عليه عن تمني الموت فقال:" لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا " رواه مسلم، وفي رواية عند البخاري: "لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب ". ومعنى يستعتب أي يتوب إلى الله تعالى.

- لا أظن الضر بلغ بك مبلغا كبيرا حتى يكون لديك مثل هذا التفكير السلبي، ومع هذا لو فرضنا أنه نزل بك الضر، فإن حبيبنا صلى الله عليه وسلم وسلم دلنا على ما ندعو به عند نزول البلاء " فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " متفق عليه، أرجو أن تأخذي بهذه الوصايا، فإننا نرجو لك الخير والسعادة.

وفقك الله لمرضاته.
++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ مراد القدسي الاستشاري التربوي والشرعي.
وتليها إجابة المستشارة انتصار معروف الاستشاري اجتماعي وتطوير الذات.
++++++++++++++

نرحب بك أجمل ترحيب.

غاليتي أسماء: لقد اطلعت على استشاراتك السابقة، بالإضافة إلى هذه الاستشارة، وأرى أن رسالتك تحتاج إلى بعض التفاصيل المهمة جدا؛ لإن معرفة هذه التفاصيل تبين لي أين الخلل في عدم الرضا طوال هذه المدة، وسبق وتم نصحك ببعض النصائح القيمة، فهل أخذت وعملت بها بما يخص اعتراض والدك على الخاطب الذي وجدت فيه ما تتمنين من خلق ودين؟!

ورغم ذلك فإن أول ما اتضح لي من رسالتك هو أنك تعانين من ضياع وتشتت، وهي التي تسبب لك هذه المتاعب والضغط النفسي، لذلك فإننا إذا أردنا أن نحقق أهدافنا فلا بد أن نقاتل ونجاهد من أجلها حتى لو وجدنا بعض الصعوبة في تنفيذها وتحقيقها.

لذلك من المهم أن أول مهمة لك في الحياة هي أن تبحثي عن الطرق التي تستجمعين فيها طاقتك وحماسك وتفاؤلك لتحققين ما تريدين، واعلمي أنك تريدين أن تكوني فتاة ناجحة وفي تطور دائم فستكونين، وإذا أردت أن تعيشي دور الضحية، وأن تستسلمي للظروف للناس فستكونين كذلك، وكما يقال السعادة عادة وعدم الرضا عادة، وهناك كثير من العادات السيئة يمكن أن تدمرنا تماما إذ لديها القدرة على استنزاف حماسنا وخلق شعور مهزوم بأنفسنا وإرادتنا وعزيمتنا وشغفنا في الحياة.

عندما لا تسمعين نفسك الجمل الإيجابية التي تدعمك مثل لدي مميزات، وأنا حافظة للقرآن الكريم، ويجب أن أكون سعيدة، وأن أطبق مفاهيمه في حياتي، .....وكرري ذلك على مسامعك، فذلك سيساعدك على أن تصبحي أكثر إيجابية في طريقة تفكيرك، وعلى أن تتغلبي على إحساسك بالإحباط والعيش على اجترار الماضي الحزين.

اسعي واهتمي بتثقيف نفسك من خلال القراءة في المجالات المتعددة، وضعي أهدافا لك ترغبين بتحقيقها وتحملي مسؤوليتها ولا تستسلمي للظروف مهما كانت.

تقربي من والديك، فبر الوالدين واجب واطلبي منهما الدعاء لك، فإن دعوة الوالدين لولدهما لا ترد أبدا، فأنت يا بنيتي في عمر النضج، وفي أجمل أيام عمرك وشبابك، وينتظرك مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.

إن استمرت معك هذه المشاعر وهذه الأفكار السلبية....، أنصحك أن تستشيري معالجة نفسية، وهي ستمدك بمهارات التأقلم التي تتعلميها في إدارة المشاعر السلبية ومهارات شخصية عامة جيدة وكافية في مهارات التواصل مع الآخرين.

أخيرا أقول لك بنيتي: إن الله بشر الصابرين بقوله:" إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".

أسأل الله أن ينعم على حياتك بالراحة والسكينة، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعد قلبك.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات