السؤال
كنت قبل الحظر بخير، وأحب أن ألتقي بالناس وأتعرف عليهم، كنت أعاني من سحر أصابني قبل ست سنوات، ظللت أكتم هذا الأمر، وقد أثر علي في كل حياتي، - الجامعة - البيت - تفكيري-، لأني كنت أعاني طول ال٦ أعوام من خوف وحزن وحمى وضيق، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على الممارسة الطبيعية.
في الجامعة أخفقت مرتين، وأعدت دراستهما، وفي كل مرة يغضب أبي، وكان ذلك صعبا علي، وفي المرة الأخيرة قررت أن لا أخبره، فأكملت نصف السنة بنجاح، وبعدها وفي فترة الحظر تغير كل شيء، كان أبي يراقبني- أين تذهب؟ ومن أين تأتي؟ وهذا أمر طبيعي، لكن علاقتي مع أبي كانت ضعيفة، وكان حاجزا بالنسبة لي، فضعفت في هذه الفترة، ودخلت مع أبي في نقاشات، وأصبحت لا أتحدث كثيرا، كأني فقدت الرغبة بالحديث.
كنت أقول لنفسي: علي أن أقضي على شعوري بالفراغ الذي كان لدي، وشعوري تجاه أصدقائي لأريح أبي من ما لا يريده.
بعد ذلك تغير كل شيء، وأصبحت لا أدري لماذا أعيش؟ وماذا أفعل؟! حتى إني لا أستطيع الكلام كما في السابق، أو المشي مع الناس في الشارع، وحتى في الصلاة كان الذي يصلي بجانبي يشعر كأني أراقبه - لم يعد شعوري كما في السابق كأني فقدت شيئا، وضللت طريقا، وبدأت أبتعد عن الناس شيئا فشيئا، وعندما أقابل شخصا كأن بيني وبينه حاجزا، ولا أستطيع التصرف كما في السابق!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن صفات الخجل وضعف التفاعل الاجتماعي هي صفات غير محبذة، وعلى من يتصف بهاتين الصفتين أن يعمل على التخلص منهما بأسرع وقت، لأنهما يجران عليه العديد من المشاكل الشخصية والعائلية في المستقبل.
فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي ستساعدك بمشيئة الله:
- حدد جميع المواقف التي لا تستطيع الكلام فيها، واكتبها، وكل ما كتبت موقفا ضع مبرراتك أنت لماذا تخجل أو تتوقف عن الكلام، مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الفتيات ويتوجه لي سؤال" الآن اكتب مبرراتك: مثلا: لأن عددهن كبير، لأني لا أجيد الإجابة، .. وهكذا مع بقية المواقف، وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرأها بعناية، وانظر هل المبررات تستحق هذا حسب الموقف؟! وكلما كتبت أكثر ستصبح أكثر وعيا وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج ستصبح أكثر وعيا على مشكلتك، وتبدأ بالبحث عن حلول.
- تواصل وتفاعل اجتماعيا مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعا وخبرة في معظم نواحي الحياة ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.
- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا وأكثر تفاعلا وكفاءة.
- اصغ جيدا لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، وأثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماما لما يقوله، واحرص على التواصل بصريا معه، وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.
- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم.
- عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلا.
- يمكن تكوين علاقات صداقة قوية من خلال الاهتمام بالآخرين، وإظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكنوا من معرفة قيمتهم عندك.
- عود نفسك على قول "لا" عندما يحتاج الموقف ذلك.
- اتبع طريقة "التدريب الذاتي" من خلال تخيل أنك تريد الحديث مع مجموعة عن أمر ما ثم قم بتسجيل فيديو قصير على هاتفك ثم شاهد هذا الفيديو واحصر أخطائك، قد تقول يفترض أن أقول (......) أو لقد كنت متوترا جدا أثناء الحديث على أن أسترخي، قم بمسح الفيديو وسجل واحدا آخر. استخدم هذه الاستراتيجية يوميا حتى تشعر أنك أصبحت بالفعل تتكلم بثقة.
- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعا ومعرفة مما يساعدك على التواصل وطرح أفكارك وانتقاد أفكار الآخرين مما يعزز ثقتك بنفسك.
- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.
- حدد السلبيات في شخصيتك، واعمل على التخلص منها، بعض الأحيان الإنسان لا يرى أخطاءه، ويعمل على"إزاحة" و " إسقاط" السلبيات في شخصيته أو سلوكه على الآخرين.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.