السؤال
أنا فتاة عمري 18، أواجه صعوبة في التعامل مع أمي، علما أن لديها مرض الشقيقة، وهي عصبية جدا، تغضب على أبسط الأمور، وأنا أعتني بها في المنزل منذ صغري، وتحملت مسؤوليات أكبر من عمري، لكنها لا تقدر لي هذا الشيء، وتنتظر مني أي خطأ؛ كي تعضب، وأصبحت عصبية، ولم تعاملني بحنية أبدا، والآن أدرس المعياري، وأعيش في دولة أجنبية، والدراسة صعبة جدا هنا لكني لا أستطيع الدراسة بسبب الأعمال المنزلية؛ عندما أنتهي من الأعمال المنزلية، وهي تقوم بعمل أشياء إضافية معظمها ليس لها أي ضرورة، وتطلب مني المساعدة، وهي ترى أني أقوم بتعطيل دراستي لكي أساعدها، ويصبح ضغط الدراسة أكبر بكثير عندما أتركها، ولكن أمي لا تكترث، وأرى جميع صديقاتي، ومن هم في عمري أن علاقتهم بأمهاتهم جيدة، إلا أنا عندما أتحدث بخصوص أني لا أستطيع الدراسة؛ بسبب قدوم بعض الجيران، إلينا أو بسبب الأعمال المنزلية، وتغضب كثيرا على أبسط الأمور، وهذا سبب لي حالة نفسية، وتدعو علي دائما، وعندما تغضب مني وتصرخ لا أستطيع التحمل وأجادلها، وأنا أعلم أن ذلك لا يجوز لكن لا أستطيع التحمل، أرجو نصائحكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك أيتها الأميرة.
غاليتي دعاء، لطالما عرفت سبب عصبية والدتك، وسبب غضبها بسبب مرضها، وكثرة الأعباء والمسؤوليات المنزلية الواقعة على عاتقها، ومن هنا أرى أنه عليك أن تنظمي وقتك وتقومي بتقسيم العمل عليك، وعلى أخواتك بالسوية، وإذا لم يكن لديك إخوة قريبين من سنك، ويمكنهم المشاركة، والمساعدة كان الله في عونك، وثقي أن هذا الوقت سيبارك الله لك فيه، وستجمعين فيه ما يجمع غيرك في أضعافه من الوقت، بل وتزيدين عليه بإذن تعالى، وستجدين الوقت الكافي للدراسة، والتفوق بتميز، وستجدين من الوقت ما يكفيك للاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، والجلوس والوناسة، والخروج مع صديقاتك المقربين منك.
اعلمي إن ما تقومين به هو من أعظم القربات التي تتقربين بها إلى الله سبحانه وتعالى برك بوالدتك، وهذا من عظيم نعم الله عليك، وتذكري أنها تحتاج للدعم، وأنت يجب أن تتحملي المسؤولية، وتساعديها، أكثر من ذلك أقول لك: إننا إذا رأينا من وفق لهذا الخير نرجو له حياة أسعد ورزقا أوفر من غيره، ولم لا وقد قال نبينا الكريم:( من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه).رواه البخاري.
وواجبنا تجاه والدينا كما أوصانا العزيز الغفار في كتابه الكريم: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"، فانظري إلى عظمة مكانة الآباء عند ربنا عز وجل، وواجبنا أن نقترب منهم بالكلمة الطيبة، وخفض جناح الطاعة والاحترام، وأن نكسبهم في الدارين: دعاء في الدنيا لتسهيل أمورنا، ورضى لدخولنا الجنة.
لذا أنصحك بنيتي دعاء بـ:
اختاري الوقت المناسب واجلسي مع والدتك جلسة مصارحة، وابدئي بالكلمة الطيبة وبالعبارات التي ترضيها عنك، واطلبي منها أن تسامحك على ما صدر منك من رفع صوت وما شابه....، وقومي بتقبيل يدها ورأسها، واحرصي أن تكوني بين يديها حين تكون في حاجتك، وتجنبي كل ما يسيء لأمك من رفع الصوت، أو الجدال، أو النظرة الاستعلائية، وتجنبي اللوم المستمر أثناء النقاش معه.
اقرئي ليكون لديك معلومات كافية حول مرض الصداع النصفي (الشقيقة) التي تعاني منه والدتك، وكيف أنه يسبب ألما شديدا لساعات، أو حتى لأيام، ويمكن أن تصل شدته إلى التعارض مع ممارسة الأنشطة اليومية.
حافظي على أن تكون صاحبة ابتسامة مشرقة، ونظرة متفائلة للحياة؛ فكل هذا سوف ينعكس على علاقتك بأهلك، ونظرتك إلى نفسك تكون أكثر ثقة ورضا، واستمتعي بوقتك ولا تضيعيه بالشكوى.
وليكن طموحك الحصول على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه، واشغلي نفسك بمستقبلك، وكل هذا يكون بالتوكل على الله عز وجل، والتزامك بالفرائض من صلاة وصوم، وأكثري من الاستغفار والدعاء أن يشفي الله والدتك، وأن ينفع بك المجتمع الإسلامي، وأن تكوني فتاة مثقفة مميزة متعلمة ومتمكنة من علم الدارين.
أعطي نفسك الوقت الكافي لاختيار ملابسك، واحرصي أن تكوني راضية على مظهرك، وحدثي نفسك بعبارات إيجابية تعطيك النشاط والقوة من داخلك، فمثلا قولي: أنا أحب نفسي، وأحب عائلتي، وهم أغلى ما لدي، فهم سبب شعوري بالأمان، وأنا أحب الله ورسوله، وأريد أن أحقق أهدافي وطموحي وهكذا.
مارسي أي نوع من أنواع الرياضة؛ فهي تساعد على التخلص من الضغوطات اليومية؛ مما ينعكس إيجابا على النفسية والمزاج العام.
واعلمي أن كل ما تقومين به مع أهلك يقع في ميزان حسناتك، فعند الله لا تضيع الأجور.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وجعلك من المتميزين في الدارين، ونفع بك الإسلام.
يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.