كيف أدفع عن نفسي وصديقي ما يظنه البعض بنا من السوء؟

0 42

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص متزوج، وعندي أطفال، وكذلك لي أصدقاء، وطبعا يوجد أصدقاء تختلف صداقاتهم حسب الظروف، أحيانا يكون هنالك صديقان أو صديق له مكانة خاصة.

لدي صديق عزيز على قلبي، وأريد له كل الخير، وأسأل الله أن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لأنني وجدت فيه ما لم أجده عند باقي الأصدقاء. ولكن لدينا صديق مشترك يشعرنا دائما أننا نحب بعضنا لأمر فيه شيء من الشبهة، حتى صار يرسل لنا فتاوى عن اللواط، ويكاد يجزم أننا نفعلها، وينظر لنا بنصف عين!

والحمد لله أنا واثق من صداقتي لصديقي، ولا يوجد بيننا ما يغضب الله تعالى، لكن ماذا أفعل مع مثل من يتهمني بهذا الفعل القبيح؟ فهذا شيء يضايقني ويسبب لنا القيل والقال، في حين أننا أبرياء من ذلك!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- الله تعالى يحب أهل الإيمان وهو وليهم، يقول الله تعالى في محكم تنزيله: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون} [يونس: 62-63]، فلهم من ولاية الله على قدر ما لهم من الإيمان والتقوى، لذا لا تخف، وابق ثابتا بما أنك على حق، والله سوف يكون معك.

- ابتعد عن الشبهات التي قد تثير حفيظة الآخرين تجاهك أنت وصديقك المقرب، فنحن نعيش في دول لها عاداتها وتقاليدها، والناس فيها لا تترك أحدا وشأنه، فهذه طبيعة الناس، فلن تغير طباعهم ونواياهم وظنونهم، لذا عليك أنت أن تغير تصرفاتك، واحرص على الابتعاد عن مواضع الشك بالباطل من قبل الآخرين.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: (إن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [متفق عليه].

وينبغي للمؤمن التورع عما يشتبه، والحذر منه، وأن تكون أعماله على بصيرة؛ في مأكله، ومشربه، وغير ذلك على بصيرة، إذا اشتبه عليه الأمر توقف عنه حتى يتضح أمره، ويبين أن القلب هو الأساس، فمتى صلح صلح الجسد، فالعبد متى عمر قلبه بالتقوى، والخوف من الله، وخشية الله؛ استقامت الجوارح، وإذا خرب القلب بالشكوك والأوهام والمعاصي، أو بما هو أكبر من النفاق؛ فسدت الأعضاء، نسأل الله العافية.

- استدع صديقك الشكاك وواجهه بالأمر بسؤال محدد وصريح: هل رأيتنا نقوم بشيء يغضب الله، أو نتعدى حدوده؟

لا تترك صديقك "الشكاك" غارقا في أوهامه وخيالاته، عليه أن يذكر دليلا ملموسا، ولا تقل سأدعه يفكر كما يريد، فهذا خطأ، بل يجب أن يعرف أنه مخطئ، ويتوقف عما يعتقد، لأن عدم المواجهة يفسح المجال لانتشار الإشاعة عنك وعن صديقك المقرب منك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات