ما يعين الزوجة على إصلاح زوجها الذي لا يصلي

0 622

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم يا أصحاب الدعوة، يا من تساندون من يحتاجكم في مشورة أو نصيحة، كتبت إليكم أريد النصح والتوجيه السديد.

تزوجت من شاب يخاف الله في أهله، بار بوالدته، مخلص في عمله، طموح...إلخ، وبعد زواجي بشهر ونصف اكتشفت أنه غير محافظ على صلاته فهو يؤخرها، وإذا كان نائما يردد الحديث (النائم حتى يستيقظ)، وعندما يستيقظ لا يصليها، تحدثت معه بهدوء وقال لي: انتبهي لي في موضوع الصلاة، ذكريني دائما وبإذن الله لن أتركها لكن كلام الليل يمحوه النهار.

سألت والدته: ما العمل؟ أخبرتني بأنها عودته أن تصرخ وتجبره على الذهاب للصلاة، أي تقول: (قم صل) بإلحاح وصراخ حتى يصلي، وأخبرتني كذلك بأن أباه لم يكن يصلي، أما الآن فتغير الوضع.

لاحظت أن تربيته لم ترتكز على الدين فالصلاة وحدها تكفي، والآن ألاحظ أنه لا يصلي إلا إذا قلت له صل، ويصلي في البيت عدا الجمعة وإذا معه رجل أيا كان، وإذا لم أقل له صل فلا يصلي أبدا، لا أريد أن يصلي لأني طلبت منه ذلك.

أنا جدا محافظة على صلواتي؛ لأني تربيت على أساس ديني صحيح، فوالداي أحسنوا تربيتي ولله الحمد، أتيت بأشرطة ليسمعها ونحن في السيارة، وجدت أنه لا يحب النهر والبكاء من الشيخ فيرخي من صوت المسجل ويتحدث عن أمور أخرى حتى يقفل المسجل، أما أشرطة القصص فيحبها وكذلك المحاضرات التي يدخلها النكتة أو بأسلوب هادئ، استمريت على ذلك لكن ليس دائما؛ لأنه يفضل شريط الأغاني.

الحمد لله أصبح عندما يركب السيارة يقول: ليس معك شريط لم نسمعه، فرحت كثيرا لكن وجدت أنني لم أنجح في تقريبه للصلاة، أرجو أن ترشدوني لأجعله محافظا على صلاته، يبحث في أمور الدين، وقدوة لأبنائه في المستقبل.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أم المستقبل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال، وأن يهدي الرجال، وأن يمد في طاعته الآجال.

كم نحن سعيدون بأخواتنا وبناتنا الحريصات على هداية الإخوان والأزواج، ونسأل الله أن يبارك جهودهن وأن يرزقهن الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وأن يصلح لهن النية والذرية.

أرجو أن تواصلي نصحك لهذا الرجل؛ لأن الذي يظهر من كلامه أن فيه خيرا، واحرصي على عزله برفق عن الأصدقاء الذين لا يحرصون على الصلاة، واطلبي من أرحامك أن يزوروه قبيل وقت الصلاة ليخرج معهم إلى المسجد، وشجعي كل بادرة تحسن وامدحي كل خطوة للأمام، واحرصي على أداء حقوقه وربط الإحسان إليه بطاعته لله وبمحافظته على الصلاة، واختاري لنصائحك الأوقات المناسبة والكلمات اللطيفة، واعلمي أن للمرأة قوة في التأثير على الرجل، اذكري إيجابياته قبل أن تذكريه بالسلبيات والنقائض، واجتهدي في إسماعه الأشرطة المؤثرة، واطلبي منه أن يقوم هو بشراء أشرطة بنفسه؛ لأن ذلك سوف يشجعه أكثر وأكثر على السماع والتفاعل مع ما يقال في المواعظ، وحبذا لو سمع الأشرطة التي تشتمل على سوء الخاتمة والأحوال السيئة لتاركي الصلاة عند غسلهم ودفنهم وما ينتظرهم في قبورهم والعياذ بالله.

لا شك أن عدم مواظبة والده على الصلاة وعدم تربيته على المحافظة عليها منذ صغره يصعب مهمتك معه، ولكنك مأجورة وزوجك فيه خير وسوف يأتي اليوم الذي يواظب فيه على الصلاة، ويحرص على أدائها في جماعة، وقد صلح كثير من الرجال بعد توفيق الله على أيدي زوجات صالحات.

مما يعينك على إصلاح حال هذا الرجل ما يلي:-
1- تعريفه بخطورة تأخير الصلاة عن وقتها، وذلك لأن ولد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لأبيه في معنى قوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) [الماعون:4-5] أهم الذين لا يصلون ؟ قال: "لا يا بني لو تركوها لكفروا ولكنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها".

2- بيان خطورة الغياب عن صلاة الجماعة، وكيف أن ذلك من صفات المنافقين كما قال ابن مسعود رضي الله عنه (...ولقد رأيتنا على عهد رسول الله وما يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا منافق معلوم النفاق)، ولقول ابن عمر رضي الله عنهما: (كان الرجل إذا تغيب عن صلاة الفجر أسأنا به الظن) يعني اتهمناه بالنفاق.

3- ترتيب أوقات الطعام والراحة بصورة لا تتعارض مع أوقات الصلاة والاستعانة بالقيلولة على صلاة الفجر.

قد أعجبني ثناؤك على زوجك وذكرك لمحاسنه، وأبشري بذرية من البررة الصالحين، طالما حافظتم على صلاتكم وصلاحكم، وواظب الزوج على بر والديه وأخلص في عمله، وذكريه بأن هذه الصفات الجميلة تحتاج إلى تكميلها بتاج المحافظة على الصلاة حيث ينادى لها، والصلاة هي عنوان الفلاح، وهي الميزان الذي ننظر من خلاله لكل إنسان وهي أول ما يحاسب به الإنسان يوم القيامة وقد كتب عمر رضي الله عنه إلى عماله على الأقاليم فكان مما قاله: (إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواه أضيع)، والصلاة عبادة لا تسقط عن الإنسان ما دام فيه نفس يتردد، وقد صلى عمر رضي الله عنه وهو في جراحه وهو يردد: (آلله ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) ولا عجب فإن ( العهد الذي بيننا وبنيهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).

ونسأل الله أن يصلح الأحوال ويهدي النساء والرجال، ويرزقنا الخوف من ذي العظمة والجلال.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات