الخوف من ممارسة الرياضة ما سببه.. وعلاجه؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 25 سنة، بدأ معي الموضوع منذ أربعة أشهر، موضوع الوسوسة من الأمراض عافانا الله وإياكم، حيث إني بدأت أوسوس من الأمراض، أولا بدأت الوسوسة معي من أمراض الرئة، حيث حصل معي ألم في عضلات الظهر بين لوح الكتف، وبدأت أوسوس وأبحث في اليوتيوب والانترنت لدرجة أني بدأت أشعر بمرض وأنا ليست مريضا، ذهبت للطبيب وعملت أشعة، وأكد لي أني سليم ورجعت طبيعيا، ثم انتقل الموضوع إلى دقات القلب.

الآن أوسوس من القلب لدرجة أني ذهبت إلى المستشفى، وعملت كل فحوصات الدم، وكذلك تخطيطا للقلب وإيكو، وجهاز الهولتر، وكل شيء سليم، لكني ما زلت أخاف من ممارسة الرياضة ولعب الكرة، علما أن لياقتي تزيد في كل فترة أمارس فيها رياضة الجري، لكني أخاف الخروج للرياضة، أذهب وأنا خائف ومتوتر! خصوصا أني أسمع أخبارا بأن هناك من يموت أثناء الرياضة وسبب لي ذلك الخوف، وأصبحت أثناء ممارسة الرياضة أحسب دقاتي، ويظل فكري في قلبي، وأشعر بدقاته، وذلك بدأ يؤثر على نفسيتي، لا أعرف ما هو الحل؟!

علما بأني مسبقا كنت أمارس الرياضة ولا أهتم بأي شيء، وأتمنى أن أرجع كما السابق، تم تحويلي من المستشفى إلى الطب النفسي، ولكن ما زال موضوع التفكير أثناء الرياضة خصوصا معي، ولا أستطيع التخلص منه.

كما أن لدي فوبيا من قياس ضغط الدم ودقات القلب، ففي المستشفى دائما يكون ضغطي مرتفعا ودقاتي مرتفعة أثناء قياسه لي في المستشفى، وأنا إلى الآن لم آخذ أي أدوية نفسية.

أرجو منكم مساعدتي ونصحي في هذا الأمر، ماذا أفعل للتخلص من هذا التفكير والوسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ramzi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

قلق المخاوف من الأمراض حقيقة، والوسوسة حولها أصبح منتشرا، حيث إن الأمراض بالفعل قد كثرت والفحوصات الطبية، ونسبة لتقدمها، بالرغم أن ذلك أفاد الناس، لكن أيضا كان وبالا في بعض الحالات، حيث إن أقل المشاكل الطبية يمكن أن تكتشف، والأمر الآخر هو كثرة موت الفجاءة، والأمر الثالث هو كثرة الاطلاعات الطبية الغير منضبطة.

الآن نستطيع أن نقول إن كل إنسان تقريبا يوجد معه في جيبه طبيب صغير، المعلومات المستقاة من الإنترنت وخلافه، وفيها الكثير من التباين والتشابك وعدم الدقة، وهذا يولد الأوهام عند الناس.

كما أن الناس في بعض الأحيان لا تحرص على الحياة الصحية، وأيضا مستوى التوكل والقناعات عند بعض الناس قد يكون ضعيفا.

عموما: أنت لديك (قلق مخاوف وسواسي) متوجه نحو الأمراض، أولا: أنا أذكرك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، هذه هي القاعدة الأولى.

القاعدة الثانية: الخوف من الأمراض لا يمنع الأمراض ولا يأتي بها، هذه هي القاعدة الثانية.

القاعدة الثالثة: الإنسان يعيش الحياة الصحية، والحياة الصحية تتطلب: الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، حسن إدارة الوقت، الالتزام بالواجبات الدينية، وأن يكون الإنسان فعالا، حريصا على واجباته الاجتماعية، بارا بوالديه، يحسن إدارة الوقت، يجيد مهنته، ويكون صاحب صنعة أو صاحب صناعة حقيقية، وفي مجال التعليم يجب على الإنسان أيضا أن يكون مبدعا ومتفوقا.

سيكون أيضا من الجميل جدا أن يتواصل الإنسان مع طبيبه – مع طبيب الأسرة – مثلا مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، تذهب وتقابل طبيبك من أجل إجراء الفحوصات العامة، والكشف العام، هذا حقيقة يمنعك تماما من التنقل بين الأطباء، لأن هذا التنقل بين الأطباء مشكلة كبيرة جدا.

أنت قلت إنه لديك فوبيا من الرياضة، أرجو ألا تجد لنفسك أعذارا في هذا الموضوع، لا تقبل كل شيء، لا تقبل كل فكرة سخيفة، حقر هذه الفكرة واذهب وتريض.

أنا أعتقد أنك أيضا محتاج لعلاج دوائي، بفضل من الله تعالى توجد الآن أدوية فعالة جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسية، أنت ستذهب إلى مستشفى الطب النفسي، وأنا متأكد أن الأطباء سيقومون بالإجراء اللازم، ويمكن الآن أن أوجه نحو بعض الأدوية.

من أفضل الأدوية عقار (زولفت) أو عقار (سبرالكس)، أدوية معروفة جدا وفاعلة جدا لعلاج قلق المخاوف، إذا كان اختيارك هو السبرالكس، وهو جيد وسهل الاستعمال، وسليم جدا، وغير إدماني، يمكن أن تبدأ بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها عشرين مليجرام يوميا، حبة واحدة لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.

دواء ممتاز، لكن يجب أن تأخذه بالكيفية التي ذكرتها لك، جرعة البداية، الجرعة العلاجية، جرعة الوقاية، ثم جرعة التوقف، ويجب أن يكون هنالك التزاما قاطعا بتناول العلاج.

يوجد أيضا دواء داعم بسيط يسمى (سولبرايد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل)، أيضا يمكن أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

إذا كان الخفقان وتسارع ضربات القلب مزعج لك فتناول عقار (إندرال) عشرة مليجرام عند اللزوم، حتى مرتين في اليوم لا بأس في ذلك.

إذا هذه هي الإرشادات النفسية السليمة لعلاج حالتك هذه، وكذلك أيضا وصفت لك بعض الأدوية المثالية لتساعدك في علاج حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات