السؤال
السلام عليكم
وأشكركم كثيرا على موقعكم المفيد.
أنا فتاة بعمر ٢٠ عاما، أشعر أني بحاجة لدواء نفسي، ولكن لا أستطيع زيارة الطبيب النفسي الآن.
أشعر أني بحاجة لهذا الدواء لأنه منذ أربعة شهور لازمني وجع جسدي تقريبا أصبح شبه مزمن، ذهبت للأطباء منهم من يقول حالة يسيرة، ومنهم من يقول: لا يوجد شيء، أو مجرد إجهاد عضلي.
أنا لا أريد أن أتعمق بموضوع الألم الجسدي لأن استشارتي نفسية، أنا الآن أصبحت أشعر بمزاج ثقيل، وحزن واكتئاب، وإن كان يسيرا بسبب هذا الألم.
يمكنكم أن تقولوا إن ردة فعلي تجاه الألم هي اكتئاب وقلق، وأريد علاج ردة فعلي تجاه الألم، أتمنى أن أكون أوضحت فكرتي.
قرأت في موقعكم أنكم تصفون لمثل هذه الحالات دواء سبرالكس، لكنه غير متوفر في بلدي إلا بوصفة طبية.
هل يمكنكم وصف دواء غيره، ولا يحتاج لوصفة طبية؟ وأيا كان الدواء الذي ستصفونه هل سأدمن عليه؟ أنا خائفة من هذه النقطة.
أرجو مساعدتي إذ أصبحت أيامي كلها اكتئاب وبكاء وتقلب مزاج منذ راودني ذاك الألم.
علما بأني أصلي وأدعو الله، والحمد لله، ولكن أحيانا كثيرة يتملكني الضعف واليأس.
شكرا لكم مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل الاكتئاب النفسي كثيرا ما يتجسد في شكل آلام جسدية، هذه أحد الركائز والمؤشرات التي يجب أن ننتبه لها كأطباء مختصين، حيث إن الآلام الجسدية الغير مفسرة طبيا كثيرا ما تكون تعبيرا عن اضطراب وجدان وعسر مزاجي قد يظهر في شكل اكتئاب، وأعتقد أن هذا هو ما تعانين منه.
أريدك حقيقة أن تكوني متفائلة، لأن الفكر السلبي يزيد كثيرا من الشعور الاكتئابي. أنت صغيرة في السن، لديك طموحات، لديك آمال، فكوني متفائلة أرجوك.
الأمر الثاني هو: أن تحسني إدارة وقتك، لا بد أن تكون لك أنشطة يومية، مهما كانت المشاعر سلبية وكذلك الأفكار، الفعل الإيجابي يغير الشعور ويغير الفكر، ويجعله من سلبي إلى إيجابي، هذه معادلة معروفة.
ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي من الرياضات المفيدة جدا، وهي تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وأنت محتاجة حقيقة لهذا الأمر.
تواصلك الاجتماعي مع صديقاتك، زيارة أرحامك، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، القراءات الجميلة، هذه كلها مطلوبة.
الحرص على الواجبات الاجتماعية، والواجبات الدينية، خاصة الصلاة في وقتها، والأذكار، وتلاوة القرآن، هذه -إن شاء الله تعالى- معينات مهمة جدا، واحرصي على أن تكوني شخصا فعالا في أسرتك، وبارة بوالديك، هذا يأتيك إن شاء الله من بابه خيرا الدنيا والآخرة.
من الأدوية الممتازة عقار (سبرالكس) – كما تفضلت – وهنالك أيضا عقار (بروزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين)، هو دواء بسيط جدا، دواء غير إدماني، غير تعودي، لا يؤثر على الهرمونات النسائية أبدا، وأنت تحتاجين له بجرعة عشرين مليجراما (كبسولة واحدة) في اليوم، لمدة شهر، ثم تجعلينها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – لمدة شهرين، ثم تجعلينها كبسولة يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
سيكون من الجميل أيضا أن تدعمي البروزاك – أو الفلوكستين – بعقار يسمى (ديناكسيت)، تتناولينه بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، حيث إن الديناكسيت سريع الفعالية والبروزاك بطيء الفعالية، وحين نعطي البروزاك مع الديناكسيت مع بعضهما البعض تكون النتائج رائعة جدا.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.