أعاني كثيراً من القلق وأحلام اليقظة

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في السنة الثانية تعليم عالي، مشكلتي بدأت منذ كنت في سنة أولى باكالوريا، جاءني وسواس قهري في الذات الإلهية، وبسب هذه الأفكار جاءني اكتئاب حاد، لم أكن آكل ولا أشرب.

بعدها أدمنت أحلام اليقظة، وأرى نفسي مشهورة ولي أصدقاء، لكن جاءتني حالة غريبة كأني مستغربة لماذا لا نرى حالنا، وكأني أريد أن أرى حالي باستمرار.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

بالفعل الأفكار ذات الطابع الديني – خاصة حين تكون متعلقة بالذات الإلهية – يكون هذا النوع من الوسواس مؤلما جدا للنفس المسلمة الطيبة، وهذا يتولد عنه اكتئاب وشعور بالذنب، والبعض يذهب ويفسر الأمر بأنه ضعف في الإيمان، والحقيقة ليست كذلك.

هذه الوساوس طبعا فيها وساوس خناسية، وفيها وساوس طبيعية، ومعها طبية، والمسلم يجب أن يحقر هذه الأفكار، يجب ألا يعيرها اهتماما أبدا، غيري تفكيرك في نفس اللحظة، دون الخوض في تحليل هذا النوع من الأفكار، وأيضا اشغلي نفسك بالأشياء المفيدة، وهذا يعني أن تتجنبي الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وتحسني إدارة وقتك.

ظهور أحلام اليقظة بكثافة هو أيضا دليل على وجود القلق، ويقول بعض علماء النفس إنها نوع من الاستبدال أو نوع من الهروب النفسي لتجنب الوساوس، ووجود شيء من أحلام اليقظة ليس أمرا سيئا، لأنها قد تحسن الدافعية عند الإنسان من أجل أن ينجز، ومن أجل أن يجتهد، وأن يثابر، لكن طبعا حين تكون متشعبة ومتكاثفة وبعيدة عن الواقع تماما وشاغلة؛ هنا تكون لها آثار سلبية.

بجانب التجاهل للأفكار الوسواسية، أحسني إدارة الوقت، ومارسي تمارين استرخاء بتمعن وتدبر، هنالك برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، لأنها إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة ودقيقة تخفف تماما من أحلام اليقظة المبالغ فيها، وترتاح النفس كثيرا.

فكرة استغرابك حول أنك تريدين أن تري حالتك باستمرار: هذه أيضا من الفكر الوسواسي، ولا أعتقد أنه يخرج من هذا النطاق، ويجب أن يحقر، ويجب أن تعيشي الواقع كما هو، ومن الضروري أيضا أن تكون لك مشاركات منزلية، تكوني بارة بوالديك، تجتهدي في دراستك لتكوني من المتميزين.

أنا أعتقد أنك محتاجة لدواء بسيط جدا، سليم جدا، هذا الدواء اسمه (فافرين)، ويسمى علميا (فلوفكسمين)، جرعته الكلية هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن في حالتك مائة مليجرام سوف تكون كافية جدا. جرعة البداية هي: خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول هذا الدواء.

إن ذهبت إلى طبيب نفسي سيكون هذا أمرا جيدا، وإن لم تستطيعي فما وصفناه لك أيضا سيكون كافيا جدا بحول الله، وستختفي هذه الأعراض التي تعانين منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات