السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ خمسة أشهر تقريبا جاءتني دوخة، وعند قياس الضغط في الصيدلية كان 170 على 110، ذهبت للدكتور وقال لي: 130 على 90 فجاءتني حالة من الخوف الشديد، خشية أن أكون مصابا بمرض الضغط، وكدت أفقد صوابي، وكنت أقيس الضغط في اليوم أكثر من مرتين حتى وصلت لحالة نفسية، وذهبت للدكتور وكتب لي علاج سبراليكس واستلاسيل.
رجعت لي الحالة مرة أخرى، ووجدت قياس الضغط 150 على 80، وذهبت للمستشفى مرة أخرى لكي أقيس الضغط فوجدته 170 على 110 مما أحدث لي حالة نفسية شديدة، ولا أقدر على النوم من الخوف، والوسواس لا يترك دماغي.
ذهبت للدكتور فوجد الضغط 140 على 80، وألزمني بأخذ علاج، وزادت الحالة النفسية حتى صرت أشعر أني أريد الموت أو أفكار تأتيني بالانتحار، ماذا أفعل؟ أنا أصلي، وملازم جدا للصلاة.
أرجو الرد وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
من المهم جدا – يا أخي – أن يتعامل الإنسان مع موضوع ضغط الدم بصورة علمية، أنا أعرف أن كثيرا من الناس يتخوفون ويوسوسون حول ارتفاع الضغط، بالرغم من أنه مرض بسيط جدا، وبالمناسبة هو منتشر جدا، والشخص السعيد هو الذي يكتشف ارتفاع الضغط إذا كان عنده، لأن كل مشاكل ارتفاع الضغط تأتي إما من تجاهله أو عدم اكتشافه أو نكرانه، مما يجعل الإنسان لا يتناول العلاج ويدخل في مشاكله.
أخي الكريم: الموضوع أبسط من أن تتحدث عن الانتحار، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما الذي يدفعك نحو هذا التفكير؟ أنت الآن تحتاج للآتي:
أولا: ضغط الدم يجب أن يقاس تحت ظروف معينة وفي أوضاع معينة، يقاس وأنت جالس، وأنت مستلقي، في اليد اليمنى وكذلك في اليد اليسرى، وهذا يسجل، وفي اليوم الثاني أيضا يقاس بنفس هذه الكيفية، ثم في اليوم الثالث أيضا يقاس ويسجل، ثلاث قراءات متتالية، بأوضاع مختلفة، وهذه هي التي تحدد إذا كان الضغط مرتفعا أم لا.
يمكن أن تذهب إلى طبيب محترم يهتم بهذا الموضوع ويشخص إن كان لديك ارتفاعا أو ليس لديك ارتفاعا.
بعد ذلك لابد أن تقوم بإجراءات معينة: أولا يجب أن تفحص الدهنيات، يجب أن تقوم بإجراء تخطيط للقلب، ويجب أن تقوم بعمل صورة أشعة على الصدر. هذه أساسيات حول هذا الموضوع.
بعد ذلك إذا اتضح أنه لديك ارتفاع في ضغط الدم فالحمد لله على ذلك أنك قد اكتشفته وأنك قد عرفته، وعلاجه بسيط جدا جدا، يكتب لك الدواء المطلوب، وبعد ذلك تسعى لأن تعيش حياة صحية: أن تمارس الرياضة، أن تستمتع بحياتك، أن تجري فحوصاتك الدورية، تقابل طبيبك مثلا مرة كل ثلاثة أشهر، وانتهى الأمر على ذلك.
أرجو أن تأخذ الأمر بهذه الكيفية العلمية الرصينة، ولا تنزعج أبدا. أنا أعرف شابا عمره واحد وعشرين عاما، اكتشف أنه لديه ارتفاع بسيط في الضغط، وملتزم بعلاجه التزاما قاطعا، ويعيش حياة صحية سليمة، وهو في قمة السعادة لأنه اكتشف وعرف أنه لن يتعرض لأي مشاكل صحية من الضغط.
أرجو أن تطبق الأمور بصورة علمية، ولا تتنقل بين الأطباء، طبيب واحد مجيد ورصين، ويهتم بموضوعك، سوف يحسم هذا الموضوع، ولابد أن تعرف إذا كان لديك تاريخ أسري أم لا، لأن الضغط من الأشياء التي يلعب الجانب الوراثي فيها دورا، إذا كانت لديك مشكلة في الأذن؛ هذه أيضا يجب أن تعالجها.
أرجو أن تلتزم بهذا الذي ذكرته لك، وأنا أعتقد أن الطبيب الذي قال لك (تأخذ العلاج)، أعتقد أن نصيحته نصيحة ممتازة، بالرغم من أنه ربما يكون قد تعجل قليلا، لكنه تحوط كثيرا.
هذا هو الذي أنصحك به، وعليك بالرياضة، عليك بحسن إدارة الوقت، صلاتك في وقتها، تستمتع بحياتك، تكون مجيدا لعملك، وليس هنالك ما يدعوك للكلام عن الانتحار وهذه الأشياء الغريبة التي ذكرتها، ولتخفيف الجانب النفسي عليك والقلق أنا لا أعتقد أنك تحتاج لشيء أكثر من ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، وهناك دواء مضاد للقلق يسمى (ديناكسيت) تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.