السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو من الدكاترة الكرام إجابتي على سؤالي، فأنا أعاني من صرع ليلي، والدكتورة وصفت لي ديباكين كرونو 500 ملغ حبة ونصف صباحا، وحبتين مساء، هل الجرعة مناسبة لي، وأنا مرضع وطفلي بعمر عام وأربعة أشهر؟ هل يؤثر على طفلي؟ أرجو إجابتي، فأنا في حيرة من أمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك سؤال مهم جدا، لأن موضوع الدباكين كرونو والحمل والرضاعة فيه الكثير من التعقيدات. الآن بصفة عامة: لا يستحسن أبدا استعمال الدباكين كرونو بالنسبة للمرأة عمر الإنجاب، هنالك الكثير من المحاذير حول هذا الموضوع، وأنا متأكد أن الأطباء المختصين على إلمام بذلك.
الدباكين كرونو يعرف عنه أنه في أثناء الحمل ربما يؤدي إلى بعض الاختلافات التخليقية البسيطة – أنا لا أحب أن أستعمل التشوهات الخلقية – لكن الدباكين في دراسات أشارت أن تسعة بالمائة من الحوامل ربما يلدن أطفالا بهم بعض الاختلافات الخلقية كالشفه الأرنبية مثلا، أو بعض المشاكل في القلب.
كلامي هذا أرجو ألا يزعجك أبدا، أنت الحمد لله ولدت وأنجبت وطفلك الآن بعمر سنة وأربعة أشهر، وإن شاء الله تعالى لا توجد أي مشكلة بالنسبة لطفلك، لكن وددت أن أملكك هذه الحقيقة العلمية للمستقبل، إذا ربنا قسم لك الحمل فيجب أن تراجعي هذا الأمر مع طبيبك، خاصة أنه ذكر أيضا في بعض المراجع أن الأم حين تكون حاملا وتستعمل الدباكين كرونو في قلة قليلة جدا من الأطفال ربما يكون هنالك انخفاض بسيط في مستوى الذكاء.
هذا أرجو ألا يزعجك، لكن نحن في المكان الذي نمارس فيه الآن الطب – وهو دولة قطر – لا نعطي أبدا الدباكين كرونو للمرأة في عمر الإنجاب، نستعمل البدائل الأخرى.
بالنسبة لوضعك الآن: الدباكين عامة يفرز بنسبة قليلة في حليب الأم، وهذا يجعلنا نقول أنه لا يتعارض مع الرضاعة، وليست هنالك أي خطورة، لكن من الناحية النظرية أيضا هذه النسبة القليلة التي تفرز في حليب الأم ربما يصل منها شيئا للطفل، ويعرف عن الدباكين أنه يؤثر على أنزيمات الكبد، أنه يؤدي إلى ارتفاع في أنزيمات الكبد، وهذه حالة حميدة، وليست منها خطورة، لكن بالنسبة للصغير ربما يكون لها تأثير أكبر.
لذا – أيتها الفاضلة الكريمة – أنا أنصحك أن تستمري على الدباكين، وأن تستمري وتكملي الرضاعة إن شاء الله لسنتين، لكن أتمنى أن تفحص وظائف الكبد عند الصغير.
بالنسبة لهذا الطفل أرجو أن يتم فحص الدم لوظائف الكبد، وإن وجد أن هنالك ارتفاعا في أنزيمات الكبد لدى الطفل قطعا يجب أن توقفي الرضاعة، وهنا العذر الشرعي واضح جدا، لأن حالة الصرع يجب أن تعالج، والحمد لله أيضا الطفل وصل لعمر جيد، حتى وإن كانت أمنيتك أن تكملي الرضاعة فما دام ظهر هذا العذر الطبي -إن شاء الله- لا حرج عليك.
هذا هو الذي أود أن أفيدك به، وحقيقة سؤالك سؤال مهم، لأن هذا الموضوع فيه الكثير من التعقيدات، وبكل أسف الاهتمام به حتى بين بعض الإخوة الزملاء الأطباء – مع احترامي لهم – ليس كبيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.