السؤال
السلام عليكم..
مذ كنت طفلا وأنا أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي، ومنذ أيام معدودة قرأت استشارة في موقعكم بنفس الأعراض التي تحدث معي، واكتشفت مرضي، ففرحت جدا، وقرأت في رد استشارة أن زولفت واندرال مفيدان جدا.
قمت بجلب الدوائين، والحقيقة في غضون ٣ أيام حدث تحسن معي، ولكن أصابني ألم في صدري، وأنا معي ربو أطفال عندما كنت صغيرا، قرأت على النت أنه يمنع أخذ اندرال لمرضى الربو وعندي مرض ربو وأنا طفل، ومنذ ٧ سنوات لا توجد أي أعراض له.
أسئلتي لكم: هل دواء زولفت كاف؟ وهل يوجد بديل لدواء اندرال لمرضى الربو؟ هل أقوم بالتوقف عن دواء اندرال بنصف حبة لمدة أسبوع حتى لا يؤثر بارتفاع نبضات القلب؟ أرجو ردا سريعا لعدم استشارتي أي طبيب واعتمادي عليكم، وأنا أثق بكم جيدا، وشكرا على لطف معاملتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
إن شاء الله الحالة التي لديك هي حالة بسيطة، والرهاب الاجتماعي له عدة درجات وعدة مكونات، المهم في الأمر هو أن تحقر فكرة الخوف، وأن تدرك إدراكا تاما أن كل ما تشعر به من ضربات في القلب أو خفة في الرأس أو نوع من التحفز حين مقابلة الآخرين؛ هي مشاعر خاصة بك أنت ولا أحد ممن تقابله يطلع عليك، حتى الذين يعتقدون أنهم يتعرقون ويتلعثمون ويرتعشون مشاعرهم مبالغ فيها ولا أحد يشعر بها، فأرجو أن تطمئن تماما.
أرجو أن تكون لك مفاهيم أنك لست أقل من أي أحد، الناس سواسية، والإنسان يجب ألا يضخم نفسه، ولكن يجب ألا يقلل من شأنها أبدا، وأن نعامل الناس بالاحترام والتقدير.
شيء آخر مهم جدا: أنت طالب جامعي، وأمامك فرصة عظيمة جدا لأن تتفاعل اجتماعيا، مع زملائك، مع أساتذتك، تكون دائما في الصف الأول مثلا في الفصل الدراسي، تشارك، تطور مهاراتك الاجتماعية، ومن أهمها تعابير الوجه، وطبعا أنت تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، ونبرة الصوت أيضا يجب أن تكون متوازنة، وكذلك لغة الجسد، خاصة حركات اليدين يجب أيضا أن تكون متوازنة.
أمامك أيضا فرصة عظيمة جدا أن تعالج نفسك من خلال بعض الأفعال الجماعية، مثلا:
-الصلاة مع الجماعة في المسجد – خاصة في الصف الأول – نراها من أفضل وسائل علاج الرهاب الاجتماعي.
-ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم أيضا من الأشياء الممتازة جدا التي يمكن أن تمارسها وتفيدك كثيرا.
-أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، تلبي الدعوات، تذهب إلى العزائم، وتقدم واجب العزاء، تزور المرضى، ترفه عن نفسك بشيء طيب وجميل مع أصدقائك، تنضم لحلقات لتحفيظ القرآن الكريم، هذه كلها أنشطة اجتماعية ممتازة جدا وتعالج بصورة فعالة.
العلاج الدوائي طبعا مفيد ومهم، لكن يجب أن يكون التركيز على العلاج السلوكي، وتتناول الدواء بانتظام.
الإندرال ليس دواء مهما بالنسبة لك، لأنه حتى ارتفاع ضربات القلب يمكن أن يقل كثيرا من خلال ممارسة الرياضة، وأيضا ممارسة تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها تمارين الاسترخاء هذه، كما أن الزولفت هو نفسه سيؤدي إلى عدم شعورك بارتفاع نبضات القلب؛ لأنها هي أصلا ناتجة من القلق والتحفز الشديد.
إذا يمكنك أن تتوقف عن الإندرال، ويمكن أن أصف لك دواء أيضا مضادا للقلق يسير جدا، تتناوله لمدة شهر مثلا، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا (سولبرايد)، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجراما) صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
أما الزولفت – وهو السيرترالين أو الوسترال – فهو دواء رائع، والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبتان – أي مائة مليجرام – تتناولها كجرعة واحدة، طبعا تبني الجرعة تدريجيا، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة (مائة مليجرام) يوميا على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كما ذكرت لك سلفا التطبيقات السلوكية الإرشادية التي ذكرناها لك مهمة جدا، وكذلك تناول الدواء، فهي مكملة لبعضها البعض، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وأتمنى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.