أختي متبرجة ولا تقبل النصح، فكيف أتعامل معها؟

0 34

السؤال

أنا شاب لدي أخت متبرجة وكلما كلمتها بلين وهدوء بشأن هذا الموضوع تصيح في وجهي، وتقول لي إنها حرة، وليس لي كلام عليها، وعندما أشهد أحدا من الوالدين أو الإخوة يقف في صفها ويلقى علي اللوم، فهل لي أن أدعها وأتبرأ منها أم سيقع على وزر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونحيي فيك هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الشقيقة، وأن يلهمك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك بر والديك، وأن يهديك ويجعلك سببا لمن اهتدى.

سعدنا جدا بهذه الرغبة في الخير، وهذا الحرص على مصلحة الشقيقة، ونسأل الله أن يعينك على حسن الأسلوب، فإن الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، والدعوة بالتي هي أحسن، بالكلام اللين، باستخدام الرفق، واختيار الأوقات، وانتقاء الكلمات، واختيار المدخل الجميل إلى نفس هذه الشقيقة.

أنا أريد أن أقول: أنت تحمل روحا طيبة، والإسلام هو دين الله تبارك وتعالى الذي لا نملك إلا التمسك به، والحجاب من شريعة الله تبارك وتعالى، لكن مع ذلك لا بد أن تحرص على أن تكون دعوتك إلى الحجاب بطريقة رائعة مؤدبة مهذبة، واجتهد دائما في أن تكون قريبا من شقيقتك، حريصا على مصلحتها، خادما لها بما تستطيع، ثم بعد ذلك تستطيع أن تقدم لها النصيحة.

إذا كانت الوالدة أو الوالد له دور سلبي، فأرجو أن يكون نصحك بعيدا عنه، وإذا خلوت بهم – الوالد والوالدة – فذكرهم بالله تبارك وتعالى حتى يقوموا هم بالنصح لهذه الشقيقة، أما أن تفتعل المعارك معها في ظل هذا الجو الذي تجد فيه من يؤيدها وترفع صوتها أمامهم ولا يكلمها أحد، هذا لن يكون فيه مصلحة.

نتمنى أن تستمر في النصح، لا تتوقف، ولكن غير الطريقة، غير الأسلوب، كما قلنا اختر المناسبات الجميلة والأوقات الطيبة، ذكر شقيقتك بما فيها من إيجابيات وحسنات وأشياء جميلة، وأظهر حبك لها وحرصك عليها وشفقتك عليها، ثم بعد ذلك قدم لها النصيحة، لكن لا نريد لأمثالك من الأفاضل أن يكونوا سلبيين، بل ينبغي أن تواصل مسيرة الدعوة والنصح، وتغير الأسلوب وتجتهد في أن تطلب معونة الوالد، أو معونة الوالدة، وإذا كان لك عمات أو خالات من الصالحات ويمكن أن يؤثرن عليها فلا مانع من أن تدخلهن سرا حتى يقمن بدورهن في النصح، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

يظهر أن الأخت أكبر منك سنا، وعليه فلا بد من مراعاة هذا الجانب أيضا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بهدايتها إلى الحق والحجاب والصواب.

مواد ذات صلة

الاستشارات