السؤال
السلام عليكم..
أعاني من التفكير المستمر الذي ينتقل بي من فكرة إلى أخرى, وهذا التفكير يعيق نشاطي اليومي، وأعاني من التخيلات السلبية، وأشعر بأن أناسا يتعمدون مضايقتي، وأشعر برغبة بالانتقام, وأشعر أن كل الناس سيئون، ودائما مواجهتي مع الناس تنتهي بالشجار، وأنا سريعة الغضب والبكاء والندم، ودائمة التوتر وخائفة، وأتردد في القيام بأي عمل، وعلاقاتي مع أهلي مقطوعة، وأشعر بالعجز عن حل مشاكلي، وأفكر في الانتقام من نفسي لأن أخطائي لا تغتفر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وقد أجبت على راسلتك السابقة، والتي رقمها (2423780) قبل ثمانية أشهر، وكان الطبيب قد وصف عقار (أولانزبين) وعقار (فلوكستين)، وقد نصحتك باستبدال الفلوكستين بعقار (سيرترالين)، والذي أنا أراه علاجا فاعلا وممتازا جدا، والأولانزبين يمكن أن يستبدل أيضا بعقار (ريسبيريدون Risperidone)، وهو متوفر في السودان، كلا الدوائين متوفرين في السودان حسب ما أعرف.
الذي يظهر لي أن الأفكار المتزاحمة لديك دليل على وجود قلق وعلى وجود توتر وعدم استقرار نفسي، وحقيقة اتخاذ المواقف السلبية حيال الآخرين أو عدم الارتياح بالتواصل معهم أو الشكوك حول مقاصدهم ونواياهم؛ طبعا هذا عرض أيضا مهم جدا، ويجب أن يعالج، ويجب أن تتفهمي بصورة قاطعة أن الإنسان كيان اجتماعي أصلا، ولا نستغني عن الناس أبدا، ونحن يجب أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، هذا مهم جدا، مثلا: بر الوالدين أمر حقيقة لا نقاش حوله أبدا، وبر الوالدين يتطلب حسن التواصل معهما، وحتى الإخوة أيضا من حقهم علينا أن نبرهم، بأن نحسن إليهم، وهكذا... زميلاتك، صديقاتك، فيجب – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تقاومي هذه الأفكار السلبية حول التعامل مع الناس.
فإذا يجب أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، ويجب أن نقبل الناس كما هم لا كما نريد، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، هذه أسس مهمة جدا.
وأنا أعتقد أنك أيضا تحتاجي لأن تهتمي بالأشياء المهمة في الحياة، أنت ذكرت أنك طالبة، فيجب أن تجتهدي في دراستك، أحسب أنك تحضرين للماجستير أو للدكتوراه في هذا العمر، فالاجتهاد مهم جدا ليتحصل الإنسان على أفضل النتائج، حسن إدارة الوقت مهمة جدا، و: لماذا لا تنضمي مثلا لأحد مراكز تحفيظ القرآن؟ فيها خير كثير لك جدا، سوف يكون هناك تفاعل إيجابي مع مجموعة إيجابية؛ لأن هذه المراكز لا يرتادها إلا الصالحين من الناس.
فأنت محتاجة لمثل هذه التفاعلات الإيجابية، رياضة المشي مهمة، أيضا التمارين الاسترخائية مهمة، وتوجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، عبري عن نفسك، لا تحتقني، لا تكتمي، تجنبي السهر، أهم شيء النوم الليلي المبكر.
أما بالنسبة للدواء: فأنا أقول لك أن الـ (سيرترالين) هو الدواء الممتاز بالنسبة لك، دواء رائع جدا، ومفيد جدا، ولا تحتاجين له بجرعة كبيرة، تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) يوميا، يمكن أن تتناوليها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها خمسين مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر مثلا، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن السيرترالين.
وأما الدواء الآخر فهو الـ (ريسبيريدون) تتناوليه بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم تتوقفي عن تناوله، كلا الدوائين من الأدوية السليمة، ودائما يجب أن تعيشي على الأمل والرجاء، ورحمة الله واسعة، وسعت كل شيء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.