أهلي غير موافقين على زواجي بمن أريد.. ماذا أفعل؟

0 449

السؤال

أولا وقبل كل شيء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي مشكلتي جد معقدة، وأتمنى من الله أن ألقى الحل المناسب الذي يرضي كلا من الطرفين دون أن أظلم أحدا.

أنا إنسان متدين ولله الحمد، وبما أنني أعيش في الغربة فأريد الهروب عن كل ما حرم الله؛ فقررت الزواج فتعرفت على إنسانة ملتزمة وخلوقة، محافظة على دينها، مع أنها في بلاد الكفار؛ مما شجعني أن أطلبها من أهلها، فوافقوا، فكلمت أهلي عنها، فلم يرضوا.

وبما أنها هي أيضا ببلاد الغربة تزوجتها بدون موافقة أهلي لأن رفضهم لها كان دون سبب، لكنها طلبت مني ألا أخبر أهلي في هذه الفترة، وأن أنتظر حتى يوافقوا على زواجي هذا، لكني لست مرتاحا لأني أريد أن أجهر بزواجي للكل، وأنا جد سعيد بزوجتي لكني لا أعرف ما الذي علي فعله؟ وهل زوجتي حرام علي؟ أرجوكم ساعدوني فأنا محتار.
ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يصلح الأحوال، ويبارك في الآجال .

فإذا كانت الفتاة متدينة، وطلبت يدها من أهلها، وتزوجتها على كتاب ربنا وسنة نبينا، وبحضور وليها والشهود، وأعلنت زواجك أمام الناس في بلاد الغربة، وسمع به الزملاء والفضلاء، فإن الزواج صحيح، ونسأل الله أن يبارك لكما وعليكما وأن يجمع بينكما في الخير.

ولا أظن أن هنالك مانعا من إخبار أهلك، وأرجو أن توصل الخبر إلى بعض الفضلاء من أهلك، وبين له ما كنت تعانيه في بلاد العري والفساد حتى يقوم بإقناع أسرتك، وأرجو عدم إظهار رفضهم لزوجتك، ولا داعي للقلق، وغدا سوف تهدأ العواصف بإذن الله، وأرجو أن تزيد في برك لوالديك، واصبر على الأذى (( وصاحبهما في الدنيا معروفا ))[لقمان:15] وحافظ على دينك، واحمد الله الذي رزقك الحلال، واجعل شكرك طاعة لذي العظمة والجلال.

ولا شك أن من مصلحة الجميع أن يعرف أهلك، ولست مطالبا بطاعتهم إن أمروك بظلم هذه المرأة التي تذكر من صلاحها وفلاحها، ولا تستمع لزوجتك إن طلبت منك قطيعتهم أو التقصير في حقهم، واجعل همك رضا الله، وإذا رضي عنك مقلب القلوب فأبشر بمحبة الناس ومغفرة الذنوب.

ونحن ننصح شبابنا بأن لا يطيلوا المكث بين أظهر المشركين، وأن يعجلوا العودة إلى ديار المسلمين، وسوف تزداد أهمية هذا الأمر في المرحلة القادمة، وأرجو أن يعتبر الإنسان بحال من أطال المكث بين أظهرهم فخسر أولاده وبكى لضياعهم، والإنسان يتأثر بما حوله ومن حوله.

وأرجو أن تتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واجتهد في أن تصلح ما بينك وما بين الله، وسوف يصلح الله لك الأحوال مع أسرتك، فإن (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث شاء).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات