السلام عليكم

أريد أن أسأل عن أمر يحيرني منذ 10 سنوات: أنا معجبة بالكوريين منذ كنت طفلة، أشاهد المسلسلات وأتابع فرق الغناء، أفرح عندما أستمع لهم وأشاهدهم، وأنا أختار ما أستمع له، فمثلا أنا أستمع لأغان موضوعها (الثقة بالنفس وحب النفس وتقديرها) مثل التنمية البشرية، تجعلني الأغنية أشعر بالقيمة، وأعتبر منهم، وتارة مجرد أن أنظر لفناني المفضل أفرح من قلبي وأسعد، وتارة أغني وأخرج طاقاتي، أحس أني عندما أردد الأغنية أستشعر القوة (قوة حب الذات).

قرأت أن الأغاني حرام، لكن (الكيبوب) ليس مبنيا على المعازف، والدف والآلات الموسيقية، لكنه غناء.

أتوقف لفترة، لكنني أكتئب، لأني تعودت عليه، ولأني عندما أعجب بفنان كوري أستطيع غض بصري عن الرجال في الشارع، حتى إني لا أستعمل وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أكلم الشبان.

أنا حائرة، وأخاف الله، ولكني حاولت أن أقلع عن متابعتهم، ولا أستطيع، وأنا لست مدمنة مثلا يوما كاملا عليهم، لكن في فترات، وصرت حائرة، أنا أستمع للقرآن وأصلي، ولكن لا أريد أن أعصي الله، لأني سمعت أن من يستمع للغناء فقلبه يملؤه النفاق.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونؤكد أن هذا الضمير الذي دفعك للسؤال سيقودك إلى الخير إن شاء الله تبارك وتعالى، فاجعلي همك إرضاء الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان لن ينال حب الله ولذة العبادة ولذة الطاعة إلا إذا تخلى عن سواه من العصيان والغفلات، نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

لا شك أن الذي حصل لك من الإعجاب بالكوريين وبالأغاني التي عندهم والفنانين الذين اشتهروا فيهم سببه الاستمرار على هذا الشيء، ونشكر ونحيي محاولات الترك والتوقف، ففيها الخير الكثير، وندعوك إلى أن تدركي أن هذا الذي يحدث لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، فهو إعجاب بكفرة، وإعجاب بهم في أسوأ أحوالهم – وهي حالات الغناء والرقص والمجون – ولذلك أرجو أن تتوقفي، وأنت مسلمة تتركين طعامك وشرابك لله، فكيف تعجزين عن التوقف عن مشاهدة هؤلاء؟!

قد أسعدنا أنك تصلين لله وتقومين بتلاوة القرآن والطاعات، ما عليك إلا أن تزيدي من هذا الخير ليقل الشر، بل ليتوقف الشر، واعلمي أن النظر إلى الرجال محرم، لكنه في النهاية يمثل فطرة، ولذلك الإسلام يعالج هذا بأن تغضي بصرك حتى يرزقك الله بزوج حلال.

أرجو ألا تجعلي هذا سببا، لأنك كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالرجل الكوري أيضا رجل، النظر إليه كالنظر إلى غيره من الرجال، كل ذلك مما ينبغي أن تتحاشاه الفتاة وتتركه، لتضمن سلامة قلبها، وعمارة قلبها بالإيمان بالله والمراقبة لله تبارك وتعالى، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

مرة أخرى: أحيي فكرة السؤال، ونسعد بالاستمرار في التواصل حتى نتعاون جميعا في التخلص من هذه المشكلة، وأعتقد أن الكآبة التي تزعمين أنها تأتيك عند التوقف هي من صنع الشيطان، والكآبة لها علاج، وهو المواظبة على ذكر الله والإكثار من قول الله: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، بالإضافة للاستغفار، وتلاوة القرآن، والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأرجو أن تجتهدي وبعزم وصدق ولجوء إلى الله تبارك وتعالى في التخلص من هذا الإعجاب بالكوريين وبمسلسلاتهم وبمسلسلات غيرهم أيضا، فكل ذلك ما هو إلا تسلسل في الغفلات والبعد عن رب الأرض والسموات. واعلمي أن ملايين البشر من أمتنا يعيشون دون أن يعرفوا الكوريين أو يستمعوا لأغانيهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع، وأرجو أن نسمع عنك الخير، ومرحبا بك.