السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي أخ أصغر مني بـ 5 سنوات، لا أكاد أطيقه، وعلاقتي معه سيئة جدا، وهو يكرهني، ولكنني أريد أن أحتويه، وأكسب قلبه، لكنه يصعب علي هذا فأفعاله لا تطاق، ولا أستطيع أن أمسك نفسي ولا أوجهه، خاصة أن أمي دائما تسامحه، وتعطيه ما يريد؛ لأنها تحزن وتعطف عليه، رغم أنها تكون متشددة في بداية الأمر، وتقول: لن أعطيك ولن .. ولن، ولكن دائما في النهاية تعطيه ما يريد، وهو يعرف أمي لذلك يقل أدبه عليها بشكل لا يوصف، ويتمادى كثيرا (من أمن العقوبة أساء الأدب)، وأنا أنصح أمي بأن تفعل كذا وكذا، وتقتنع وتفعل، لكنها بالنهاية كما قلت، فأنا حينها أوجهه وأقول له، حتى لم نعد نطيق بعضنا.
مثلا أخي لا يحب طعاما معينا، فلأجله أمي تعد له طعاما آخر خصيصا له، وهو الآن معظم الطعام لا يحبه ويقل أدبه إن لم يكن الطعام الذي يريده موجودا، وهو لم يكن هكذا، وقلت لأمي بأنه سيصبح هكذا، فهل أنا مخطئة بتوجيهه؟ وماذا علي أن أفعل وأنا أرى التربية الخاطئة؟ وكيف أكسبه وأحتويه وأربيه بنفس الوقت؟
أطلت عليكم كثيرا أعذروني حقا بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك ونشكر لك تواصلك الدائم معنا.
بداية أحيي فيك حرصك على مصلحة أخيك، ومتابعتك له، وسؤالك لنا للإستنارة.
ابنتي الحبيبة: يرتبط السلوك المدلل وبحسب علماء النفس يظهر في الطفل في عدم اتباعه قواعد التهذيب لذا فالتغلب عليه أمر ممكن، ولكن يجب اتباع بعض الإجراءات للحصول على التغييرات:
* قدمي له قدوة حسنة من خلال سلوكك الإيجابي والتفكير والوجدان.
* تذكري أن الإخوة يستجيبون بشكل أفضل للتشجيع وليس العقاب، لذا ساعديه على تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة، وأظهري له أن هناك الكثير من البهجة والسعادة في الأشياء البسيطة.
* الجلوس معه والاستماع إليه وتفهمه ولا بد من إشاعة مفهوم الحوار الإيجابي معه، وتشجيعه وتدريبه على مناقشة الأمور بمنطقية، وبدون تحفز أو صراخ.
* قدمي له قدوة حسنة في السلوك والتفكير والوجدان تلك القدوة تجعل حياة أخيك مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة.
* اتباع المعاملة بالمثل، والتأنيب الفعال، ولكن بطريقة تتناسب مع عمره وتصرفه أيضا.
* عدم محاسبته عن كل تصرف أو سلوك غير مرضي بل من الأفضل تجنب البسيط منه وأيضا تجاهل التحدي البسيط.
* لا تصدري الأوامر له لأنك إن قمت بذلك فإنه حتما سيعاندك خاصة إن والدته التي لها الحق في ذللك تتجنب هذا الأمر وتدلله، وتجنبي المواقف المثيرة للانفعال.
* إغلاق كل منافذ الفراغ الذي يعاني منه كأشراكه في برامج تربوية وشبابية من قبيل تحفيظ القرآن الكريم، أو إشراكه إلى العمل التطوعي، وحثه على المبادرة في خدمة الناس ونفعهم؛ فهذا يشعره وينمي عنده حس المسؤولية.
تحدثي مع والدتك عن هذا الأمر، وذكريها بإسلوب لبق أنه لا بد لها أن تكون حاسمة في العقاب أو الرفض حتى يدرك أن العواقب لا يمكن التراجع عنها حتى يفكر بجدية في تعديل سلوكه.
القراءة عن المرحلة العمرية الخاصة عن أخيك أمر في غاية الأهمية لمعرفة التعامل معه بشكل سليم.. حتى تقرأ الوالدة.
تمنياتي لك بالمزيد من التفوق والتميز والإنجاز في مسيرة حياتك العلمية والعملية.